أغنيــةُ صيّادِ السمك طباعة

 يا صيّادَ السمكِ
صِدْ  لي ... ذهبيّـةْ  !
*
مع الفجرِ يصحو ،  لـيُنصِتَ ...
كانت سماءٌ خريفيّةٌ ، وأوائلُ صيفٍ .
 وكانت تحاورُهُ بالطيورِ ، الصنوبرةُ .
الـدُّلْبُ يبدو كئيباً . وفي الـمُرْتَــبى
 ( جهةَ الشرقِ ) بُـرجُ الكنيسةِ .
في الغربِ كان مَـمَـرٌّ الحصا ينتهي
 عند مقبرةِ الحملةِ الأستراليةِ . الـجُنْدُ
يطوونَ تحت الترابِ النديِّ الخنادقَ والدمَ .
 والأمّهاتُ اللواتي ارتحلْنَ يجِئْنَ
إذا عسعسَ الليلُ .
 لم  تولَد الساحةُ القرويةُ بَعْدُ .
السماءُ خـــريفيّـةٌ .
*
يا صيّادَ السمكِ
صِدْ  لي ... ذهبيّةْ !
*
 وهل ينـثرُ ، الآنَ ، عُـدَّتَــهُ  ؟
ليس بينَ يديهِ الكثيرُ  :
 قميصُ ذوي الحطبِ الأستراليّ . خـيطٌ طويلٌ دقيقٌ .
وصنّارةٌ . ربما شبهُ طَـوّافةٍ تهجسُ النبضَ .
 عينانِ لَمّاحَــتانِ . وأُذنــانِ
تعتبرانِ التقاسيمَ .
 ليس لديه الكثيرُ ،
 ولكنه عارفٌ أبداً أن في القاعِ ما يُرتجى .
عارفٌ أنه كلّما أطلقَ الخـيطَ قَرَّبَ ما يرتجي .
 عارفٌ  أنه عاجزٌ . أنه دونَ
 معجزةٍ .
عَرَقٌ يتفصّدُ .
 كانت أصابعُهُ تتوتّرُ مبلولةً .
يتوتّرُ خيطٌ رهيف .
*
يا صيّادَ السمكِ
صِدْ  لي ... ذهبيّـةْ !
*
لماذا  يرى الماءَ في غيرِ صورتِهِ ؟
كان خيطٌ له حَـدُّ  موســى يشُقُّ  الطحالبَ نصفَينِ ...
 يَفْرُقُ بيــنَ
الذي قد نراه ، وذاكَ الذي لا نراهُ .
 وكان على صفحة الماءِ مضطرَبٌ مـن
فقاقيعَ . والنورُ  تلكَ الفقاقيعُ :
 حمراءُ ، خضراءُ ، زرقاءُ ، صفراءُ  . دنيا .
بنفسجةٌ  . قرمزٌ .
 أيُّ رِعشةِ رؤيا ! وأيُّ ارتباكٍ !
  وفي البغتةِ البِكْرِ تلمحُ
ما يخطِفُ البصرَ ...
الماءُ ينشَقُّ عن ذهبٍ  !
*
يا صيّادَ السمكِ
صِدْ  لي ... ذهبيّــةْ !

لندن  07.06.2007