ظهيــرةُ صيفٍ إفريقيّ طباعة

ســـعدي يوســف

السماءُ
وأسماكُ بحرِ الشمالِ
ُ مُلَــوَّحةٌ بالـمُـلوحةِ ...
كان الهواءُ الثقيلُ
يُدَلِّــي كُرَيّاتِ مِلْحٍ علىالعشبِ ،
كان اليمامُ الذي وردَ الماءَ  عند البحيرةِ
مستنفدَ الصوتِ :
ياقوتتي
أنتِ أختي ...
وياقوتتي
أين بِنتي ؟
وياقوتتي
كيف أبْلغُ في الليلِ بيتي ؟

*
السماءُ
وأسماكُ بحرِ الشمالِ
 مُـلَـوَّحةٌ بالملوحةِ ...
كانت صنوبرةُ الساحةِ
الأخضرَ المستحــيلَ ؛
العصافيرُ تهدأُ فيها
وتأوي إليها السناجيبُ
والنحلُ
تأوي إلى ظِـلِّـها الخيلُ   ...
يا جارتي
يا صنوبرةَ الساحةِ :
اتَّـرِكي لي ، ولو لحظةً ،  هدأةً في الظلال ...

*
السماءُ
وأسماكُ بحرِ الشمالِ
 مُـلَـوَّحةٌ بالملوحةِ
لاشــيءَ ،
حتى فتاتي التي هجرتني تلاشت ملامحُها ...
والكنيسةُ
تعلنُ في التلِّ أرباعَ ساعاتِها
كأنْ لم يكنْ في العروقِ الخفيّـاتِ شيءٌ  ،
كأنّ الخليقةَ قد تبدأُ الآنَ ....
إن الخليقةَ تبدأ
إنّ الخليقةْ ...

لندن 03.07.06