العواصمُ تتداعَــى طباعة

ســـعدي يوســف

كلما جئتُ واحدةً من عواصمنا العربيةِ صـلَّيتُ …
ها أنتِ ذي !
أنتِ ما زلتِ حاضرةً ( مثلَ ما كنتِ في الكتبِ الجِــلْدِ مخطوطةً
أو مُــرَنَّــحةً في الأغاني .. )
السلامُ عليكِ …
السلامُ على مَن رأى في خرائطِكِ الحُــلمَ
 واستافَ في خَـلْـجـةٍ من هوائكِ والماءِ ذاكَ الشــميم َ
الــمُــضَــوَّعَ من جــنّــةٍ  ؛
ولتكوني حلَبْ
لتكوني المـعـرّةَ ، والقاهرةْ
لتكوني الرّباطَ
دمشقَ
طرابُلسَ الغربِ
والقيروان …
ولتكوني التماثيلَ ( آلِــهــةَ البدوِ ) مطمورةً في الرمال .
ولتكوني السجون
ولتكوني الدياميسَ تُســـمَلُ فيها العيون
ولتكوني التي قطّــرَتْ عـرَقَ الــمَوزِ
أو عرَقَ الــتَّــمرِ
أو عصرتْ خمــرَها في الخريفِ  الــمُـبَــكِّــرِ
أو شنقَتْ في الصباحِ المبكِّــرِ عشّــاقَها …
ثم أضحتْ  تُـصَـلِّـي على طبقٍ من ثريدِ الرؤوسِ .
……………………………
……………………………
……………………………
النساءُ بِـمُــرّاكشَ اعتدْنَ أن يتنقّـبْنَ ،
والطارقيُّ
ومن شاءَ أن يكتبَ الشِـعرَ كي يتكسّــبَ …
……………………
……………………
……………………
تلك البلادُ لنا
والعواصمُ فيها عواصمُــنا
نحن أشرارُها
نحن أخيارُها
نحن عشّــاقُها المنتهونَ إلى القتلِ ؛
لكنّ تلك العواصمَ نحنُ  ،
العواصمُ  ( حتى ولو لم نشـأْ )   نحنُ… نحنُ
فإنْ سُــلِّـمَتْ لسوانا
أو استسلمَتْ ،
هل سنذكرُ أُغنــيــةً عن دمشق ؟
هل ستذكرُ مَن كانَ  منّــا  ، ومَن لم يكنْ بَـعدُ ، أغنيةٌ من دمشق ؟

7/1/2006