الشيوعيّ الأخير يشهــدُ أوّل أيّـار في برشـلونة طباعة

ســعدي يوســف
 
لـو  كنتُ جئتُكِ ، يا شوارعُ ، في الثلاثيناتِ !
لو راياتُكِ الحمراءُ والسوداءُ كانت في يدَيَّ …
ولو أقمتُ ببابِ حزبِ الفوضويينَ ، النهارَ وليلَــهُ
والحُـلمَ والمتراسَ !
قد كانت لنا ايّــامُنا ؛
والآنَ … يَـدْرُجُ بيننا أيتامُــنا :
لا رايةٌ حمراءُ أو ســوداءُ
بل لا رايةٌ حمراءُ / سوداءُ …
الشوارعُ أنبتتْ أبناءَهــا نَــوكى ومِــثْــلِـيّـينَ
والشققُ القديمةُ حيث كنّـا نحفظُ الديناميتَ
والجرحى
وأحزمةَ الرصاصِ
وقُــوْتَنا اليوميّ
صارت كعبةَ السوّاحِ …
ماذا يفعلُ العمّــالُ هذا اليومَ ؟
قد أبصرتُهمْ
ومشيتُ أمتاراً أرافقهم كأني في صلاةِ الغائبِ …
الراياتُ  C G Tالثلاثيناتِ
احمرَ / أسودَ
الأصواتُ أصواتُ الثلاثيناتِ
لكنّ الشوارعَ لم تَـعُـدْ تمشــي …
……………
……………
……………
مشَـينا
ربّــما …
لكنْ لندخلَ حانَ أنطونيو
الرفيقِ السابقِ .
الراياتُ قد طُوِيَتْ على أخشابها .
والناسُ عند البحرِ
عند كولومبُس المنســيّ
ينتظرون …

لندن 8/5/2006