حفْــرُ البئرِ المطويّــة طباعة

سعدي يوسف

عينايَ متعبَتانِ ؛
أسبوعـَينِ أحفرُ دونَ منقطَعٍ ، وأحفرُ ... لستُ أدري
ما الـنهارُ وليلُـهُ . قد كنتُ أحفرُ . كنتُ أحفرُ . كان
في جسـدي ندىً ، وعلى مدى شفتيَّ غمغمةٌ تتمتِمُ.
أيَّـما لغةٍ سأُنطِقُها ؟ ستُنطِقُني ؟ الجبينُ مُفَصَّـدٌ عرَقاً
وبردٌ في المفاصِــلِ . منذ أســــبوعَينِ أحفرُ ...
لن يكونَ اليومُ أمسِ ، ولن يكونَ غداً . أُقيْـمُ عــلى
ذُؤابةِ لحظةٍ . وأظلُّ أسبوعينِ أحفرُ . لستُ أدري أيَّ
قيعانٍ تَقاذَفُـني ، وأيَّ الطيرِ أُطْـلِقُ ؟ غارت العينان
من نَصَبٍ وسُهدٍ . يا سماءً من دُمىً قطنيّـةٍ وهفيفِ
 سعْفٍ ! كنتُ ألتمسُ الرطوبةَ في الـمهفّـةِ ، والمنازلَ
في السَّـويقِ . وكنتُ أستافُ اللَّقاحَ
 بِـغَـرْشَــةِ اللَّـقّاحِ .
مائي السلسبيلُ نقيعُ طلْعٍ .
سوف أُغمِضُ هكذا

عينينِ متعبَتينِ ؛
سوف أشمُّ دِرْعاً من يمانيةٍ تثَنّتْ عند مبخرةٍ
وأرحلُ هكذا
في بعضِ تمتمةٍ ،
وأُسْـبِلُ ، للمغنِّيةِ ، اليدينْ ...

لندن 12.06.06