بعدَ أن انتهى الخريفُ الخامسُ طباعة

ســــعدي يوســف

مِـمّـا  أُســـمِّـيـهِ ، أنا ، الشُّـرفةَ ، أرهـفتُ أناملي كي تلمُسَ الـــــريحَ .
الشتاءُ الواقفُ الآنَ تماماً عندَ صفصافِ البحيراتِ … اصـطـفاني شـــــاهداً . لم أَدْرِ
ما أفعلُ ‍‍‍‍‍‍‍! في باطنِ كفِّـــي نملةٌ تسعى … وفي البستان  غطّـى الورقُ الأحمرُ والـبُـنِّـيُّ
 
والأصفرُ  ما شكّــلهُ العشــبُ . غيومٌ لا تُرى صارت ســـماءً  . أينَ راحَ الطــيرُ ؟

هل عُـرِّيتِ الدوحــةُ كالمرأةِ في الحُــلمِ ؟ أأفراسُ الــصِّـــبا تعْــدو ؟ يلوحُ الماءُ
من بينِ جذوعِ الشجرِ . السنجابُ ذاكَ الدائبُ ، الدهرَ ، على قولِ : " صباح الخيرِ " لي ، لم أرهُ .
ربّــتَـما أخْــلَدَ  ، كالثعلبِ مقروراً ، إلى غرفته في دوحة البلّــوطِ . لم تأتِ التي قالت
ســتأتي الساعةَ الرابعةَ ب.ظ ، والبردُ الذي لم يكنِ البتّــةَ برداً  صار برداً . إنني أستحلبُ
القاتَ … أهذي مكّــةٌ أَم يافعٌ ؟ كان هديرُ السيلِ يأتي غامضاً في هَـبّــةٍ سـاخنــةٍ
للريح . لن آوي إلى معتصَــمٍ أو نَـشَــزٍ في الأرضِ … إني ذاهبٌ في السيلِ . إني السيل .

لندن  22/10/2005