الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن |
|
ســعدي يوســف قد طالَ ما ألقيتُ أثوابي وأتعابي على حجرٍ ، لأسبحَ في الخليجِ … إلى يميني شاطيءٌ مترددٌ بين الحصا والرملِ ، ألـمَحُ في يساري عالياً بين الصخورِ فناريَ الأعمى وكان البحرُ يهدأُ في الخليجِ وتلعبُ الأسماكُ بالألوانِ : أحمرَ ، أصفرَ … الفسفورُ يطفو ، والقواقعُ تختفي في الموجِ ؛ ثَـمَّ هسيسُ أطرافِ الســراطينِ الـخَـفِـيُّ وحبْلُ مرساةٍ تقَـطَّعَ قبل أعوامٍ ، وأهبِطُ … كنتُ ألتمِسُ انغماراً لا يفارقُني … انغماراً يجعلُ الـجسدَ امتداداً للمياهِ وللنجومِ اللامعاتِ هناكَ في القاعِ ؛ انغماراً لا تُـمَـيِّــزُ فيهِ بين يديكَ والشمسِ . الخليجُ يُطِلُّ من عدَنٍ على عدَنٍ ومن عدَنٍ على يَـمَـنٍ سيُبْــحرُ في الصباحِ ليبْـلُغَ الـجَـنّـاتِ …………................. …..…………………. ……………………… ما أبهى الـمَعادَ ! كأنني ما زلتُ في عدَنٍ ؛ وأثوابي وأتعابي على حَجَــرٍ هناك ! لندن 31/5/2006
|