تـعـشــيــقٌ طباعة

ليس بالمعنى الدقيقِ ، القولُ :
إنّ امرأتي ( أعني فَـتاتي ) هجرتْــني فجرَ هذا اليومِ …
حقّـاً ، خطفتْ ســروالَها  والصُّـدْرةَ الصوفَ ، من الكرســيّ
ثمّ اندفعتْ ، مُـطْـبِـقةً باباً ، لكي تهبطَ كالبرقِ
على السُّــلَّــمِ …
كانَ المطرُ استجمَعَ ما يَـهوي به فوقَ الزجاجِ ؛
الريحُ
لم تتركْ على الأشجار  إلاّ بضعَ أوراقٍ
كأن الأرضَ كانت ، منذُ كانت ، ورقـاً أصفرَ مبلولاً ومبذولاً …
أقولُ : المرأةُ – القطّــةُ
حقــاً غادَرَتْـني  … وهي لم تعبأْ  بما يعصفُ
لم تعبأْ بما لا يوصَفُ : الرعدِ ، وهذا الوابلِ الــمُـنْـهَــلِّ …
والرجفةِ ؛
طولَ الليلِ كانت طائراتٌ تَـعْـبـرُ الأعصابَ نحوَ البصرةِ .
الريحُ هديــرٌ مــعـدِنـيٌّ
شــاحناتٌ هي إيكاروسُ ليليّــاً
ومَــعنى القولِ …
لم أعرفْ لماذا لم أقُلْ للمرأةِ : اسْــتَــأني رجاءً !
ولماذا لم أَقُــمْ من مضجعي أَتبَـعُــها …
أنا شخصٌ ساذجٌ
في منتهى التهذيبِ  …
يشـــتدُّ هديرُ الطائراتِ
الريحُ لا تحملُ إلاّ الطائراتِ
الطائراتِ
الشاحناتِ الجُــنْــدَ في الليلِ إلى البصرةِ .
إن امرأتي أطبقتِ البابَ
لكي أُصغي إلى صمتي وحيداً …

لندن 24/10/2004