الملحق الثقافي إضاءات: درس في المحبة طباعة

يكتبها : نورالدين بالطيب
قبل عام أو أكثر بقليل قرأت افتتاحية لمحمود درويش في مجلة «الكرمل» خصصها للحديث عن الشاعر سعدي يوسف الذي يحب أن يسميه الشاعر الاول.وعندما التقيت بسعدي بعد سنوات من آخر لقاء بمناسبة ربيع الفنون الدولي في دورته الاولى، تحدث سعدي باعتزاز عن صديقه محمود درويش، وفي بيت الشعر فوجئ الحضور بمحمود درويش يستمع بإنصات ومحبة نادرة لشاعر يشاركه الشهرة والتحديث والزعامة.كل هذا

جعلني  أستحضر بأسى مقاطع تختزنها الذاكرة عن أحاديث الكتّاب التونسيين عن بعضهم البعض وخاصة الشباب منهم الذين لا تتجاوز أعمالهم الكاملة الصفحات القليلة ومع ذلك يتحدثون وكأنهم ديكة!إن علاقة درويش بسعدي يوسف هي درس في المحبة في زمن عربي متدهور بلا قيم سوى النميمة والحسد والحقد وهي مشاعر تسيء لصاحبها أولا وتقوده لكوارث قد لا ينجو منها.وددت لو أن بعض المتيّمين بمحمود درويش وبسعدي يوسف يتعلمون هذا الدرس ليخفّفوا من مرض  الحقد والغرور المريض لأن الشعر لا يمكن أن يتعايش مع الحسد والاذى.