6 بطاقاتٍ إلى "سعدي يوسف" صديقي ... طباعة

طارق الكرمي
البطاقةُ 1

هل تنسى مُصحفَكَ الأوّلَ منْ
وَرَقٍ سعَفٍ
تبدّلتِ البلادُ
وبُدّلنا فِ البلادِ
لكنَّ أخضرَكَ بن يوسفَ لمْ يُبدِّلْ جلدَتهُ
البتّةَ أنْ يُهدي جلدتَهُ الرّقعةَ لنَسّاخِ دستورِ جواسيسِ الأمريكانِ
ولصبّاغي أحذيةِ الأمريكانِ
سيظلُّ الأخضرُ بنَ يوسفَ خِضراً 
سيظلُّ مسيحَ النّخلِ
ومُصحفكَ الأوّلُ سيظلُّ
مفتوحاً
وفاتحةً من سعَفِ النّخلْ.

*الظّهيرة\6تشرين ثاني\طول كرم

البطاقةُ 2

ما أعجبَ الدّنيا
اليومَ وأنتَ في بلادِ الإنجلتارِ موئلِ الحرسِ الأسودِ
ال  black watch
سيكونُ الحرسُ الأسودُ مكانكَ في سريرِ أمْسِكَ هنالكَ فِ "البصرةِ"
حيثُ البيتُ المحمولُ ع النّخلِ
ما أعجبَ ليلَ الدّنيا
وما أبطءَ النّبضَ
حينَ الطيرانُ الحربي سينقضُ عَ لحمِ الطّفلِ في ليلِ "البصرةِ"
الطيرانُ الحربيُّ حينَ سَيَخرِقُ ليلاً لحمَ "البصرةِ"
كيفَ سَيَرتَجُّ زجاجُ الغرفةِ في ضاحيَةٍ إنجليزيّةَ
كيفَ سَتَختَضُّ بكَ الغرفةُ
سَتَختَضُّ أنتَ غرفةً في ضاحيتِكَ الإنجليزيّهْ

*الظهيرة\6تشرين ثاني\طول كرم

البطاقةُ 3

ظلَّ طويلاً يَعبُرُكَ " الفراتُ "
ظلَّ يبلغُ (مُحاوِلاً) نهرَهُ فِ الأحداقِ
لِيدخُلَ فيكَ سابِغاً مٌتلَمِّساً سَبيلَهُ فِ الأحداقِ
ظلَّ هذا " الفراتُ " يَتشَمّمُ جِسْمَكَ أعشابَ القاعِ
لِيُطلِقكَ روائحَ وأعشاباً منْ سَمواتِ القاعِ
ظلَّ هذا " الفراتُ " يحمِلُكَ القارِبَ حينَ
قميصُكَ الشّراعُ الأخيرُ
طويلاً منذُ " الفراتِ " وأنتَ تمضي بجسمِكَ الماءِ ( بجسمِكَ أفعى الماءِ )
قصبَةً تهتزُّ تظلُّ للماءِ
كيفَ تفشّى تحتَ جلدِكَ " الفراتُ " لتبترِدَ..
ليكونَ لحمُكَ بروقَ الطّميِ 
كمْ ظلَّ " الفراتُ " يُسمّيكَ السّمكةَ الأولى بأجنحةِ الطّميِ
كمْ سنيناً يسيرُ فيكَ " الفراتُ " زنبقةً ماءً
كمْ ظلَّ يمشي وئيداً ماءَ النّارِ فِ العروقِ
دورَةً للعروقِ
وكمْ سيظلُّ يأتيكَ " الفراتُ "
لِيَنخَبَ منْ راحتيْكَ ابتداءَ " الفراتْ ".

*الظّهيرة\6تشرين ثاني\طول كرم

البطاقةُ 4

سبعاً في سبعٍ في سَبعٍ
طوّفتَ الآفاقَ
لِتطَوِّفَ بكَ الآفاقُ
أنْ أبدلتَ مقعدَكَ فِ الحديقةِ إلى مقعدِ طائرةٍ
داخلاً المترو الدّوْلَجَ في عواصمَ غلْغلَتْ فيكَ وأوغلتْ خنادقها
من آخرِ سيفٍ للصّحراءِ حتى تنامَ في سفينةِ قرصانٍ أعمى
الفنادِقُ التي وزّعتْ فيكَ غرَفها
ما تزالُ الفنادِقَ التي أوسَعتكَ غُرفاً
كيفَ حطَّ بكَ الرّحلُ في "لندَنَ"
مُلقِياً أحمالَكَ عنِ النّاقةِ
مُلقِياً أحمالَكَ والنّاقةَ
هلْ أقولُ: طوّفتَ آفاقاً لتنهي بكَ الآفاقُ هنا حيثُ المنفى جنّةُ المنفِيِّ
أمْ أنّكَ ما تخيّرتَ المنفى لتكونَ المنفيَّ
أنتَ الآنَ في مستقرِّكَ المَقامِ غربيْ " لندَنَ"
هلْ أقولُ: أنختَ روحَكَ في مُستَقرِّها المقامِ غربيْ " لندَنَ "
.
.
هلْ وهَنَ السّندِبادْ..

*الظّهيرة\6تشرين ثاني\طول كرم

البطاقةُ 5

 والآنَ في قريَتِكَ غربيْ " لندَنَ "
تهجِسُ أرضَ النّخلِ
تهجِسُ وجهَ أبيكَ فِ السِّرِّ أنيسَ النّخلِ
تهجِسُ النّخلَ الذي كانَ جميعَ النّاسِ
والنّخلَ الذي سيظلُّ جميعَ النّاسِ
حينَ أنتَ المُتأبِّرُ بهذا العلْجومِ روائحَ وحفيفَ سعَفٍ
حينَ يهتزُّ منكَ الجَذعُ في ليلِ ما يئنُّ النّخلُ فِ " البصرَةِ " طويلاً
ما أضيَقَ الخطوَة تخطو فِ المحبا
ما أبعدَ الأرض عن الخطوةِ فِ المحبا
وما أقربَ المسافةَ
مثلكَ كيفَ غادَرَ النّخلُ تربتهُ ليقطعَ المسافةَ
ليكونَ لديكَ في حديقةِ منزلِكَ الآنَ
ليكونَ حديقَتَكَ الآنَ في قريَتِكَ غربيْ " لندَنَ "
مغلولاً ينامُ النّخلُ عندكَ الآنَ في حديقةِ منزلِكَ في
غربيْ "لندَنْ ".

الظّهيرة\6تشرين ثاني\طول كرم

البطاقة 6

لتكونَ الشّيوعيَّ الأخيرَ
يعني أنّكَ تمضي الشّيوعيَّ الأوّلَ
مُتحزِّباً بالطّيرِ ( هذا المُعترِضِ الطّيرانَ الحربيَّ في سمواتِ " بغدادَ " )
يعني أنْ تمضي داخلاً جماهيريّةَ النّخلِ 
أنْ تنظِّمَ خلايا منحَلَةٍ من فقراءِ النّاسِ
في مؤتمرٍ سِرِّيٍّ للنّخلِ والطّيرِ وفقراءِ النّاسِ
أنْ تسيرَ مُتحزّباً بنفسِكَ تحتَ راياتٍ هي قمصانِ فقراءَ و عمّالٍ مسحوقينَ
كي تدخلَ كومونةَ فقراءٍ في "بغدادَ "
فهلْ آنَ أنْ يرتسِمَ فِ الجبينِ نجمُ الظّهيرةِ
آنَ أنْ تقرأَ القصيدَةَ الأولى بيانَ الحزبِ
مُعلِناً ميلادَ الحزبْ.

*الظّهيرة\9تشرين ثاني\طول كرم