قضيَّةُ "سعدي يوسُف "حتَّى لا يتحوَّلُ الأمرُ إلى: " يا رأسماليِّي العالمِ، اتَّحِدُوا." طباعة

 سحبان السواح  
 أَنْ تكونَ رأسماليّاً جشعاً، لِصّاً، تسرِقُ وتنهبُ الآخرينً، أو أَنْ تكونَ تاجراً شريفاً، يبيعُ ويشتري، ويحترمُ زبونَهُ، بينَ هذا وذاكَ فرقٌ كبيرٌ. في بلادِنَا، أعني  نحنُ – العربَ -، داخلَها وخارجَها، أَنْ تكونَ تاجراً يعني أَنْ تكونَ لِصّاً، والبيعُ والشِّراءُ يعني الغِشَّ والتَّلاعُبَ بِالموادِ الأَوَّلِيَّةِ، حتَّى لو كانَتْ هذهِ الموادُّ وَرَقاً مطبوعاً.
لَنْ أدخُلَ في تفاصيلِ لُصوصِ بلادِي، وهُمْ كُثُرٌ مِنْ أصحابِ رُؤوسِ الأموالِ؛ لأَنِّي لا أجرُؤُ على الاقترابِ مِنْهُمْ أوَّلاً. وثانياً لأَنَّ بعضاً مِنْهُمْ يعملُ بشكلٍ حضاريٍّ دونَ أَنْ أنفِيَ عنهُ صفةَ كونِهِ لِصّاً. إِذْ إِنَّكَ أحياناً يُمْكِنُ أَنْ تحترمَ تاجراً يسرِقُكَ، لأَنَّهُ يتعاملُ معكَ بِذَوْقٍ وأخلاقٍ.

أعتقدُ أَنَّ ما قلتُهُ في السَّطرَيْنِ الأخيرَيْنِ يحتاجُ إلى شرحٍ؛ ففي الدُّوَلِ العربيَّةِ الَّتي بدأَتْ دُوَلُهَا بشيءٍ سَمَّوْهُ القِطَاع العامَّ، وصارَ هذا القِطَاعُ العامُّ يبيعُ ويشترِي جميعَ الموادِّ الاستهلاكيَّةِ وغيرِ الاستهلاكيَّةِ، وعانَى المُواطنونَ مِنْ هذا القطَاعِ العامِّ ماعانُوهُ، ثمَّ دخلَ القِطاعُ الخاصُّ إلى تلكَ الدُّوَلِ، فاكتشفَ المواطنُ الفرقَ بينَ عملِ موظَّفِ القِطاعِ الخاصِّ الأنيقِ المُهَذَّبِ، الَّذي يحترمُ إنسانيَّتَكَ وهُوَ يسرِقُكَ، وبينَ موظَّفِ القِطَاعِ العامِّ الَّذي يُهينُكَ، ويستهترُ بكرامتِكَ، ويسرِقُكَ علناً بِالتَّواطُؤِ مع مُديرِهِ.!.
السَّرِقَةُ لم تَغِبْ يوماً من قاموسِ المواطنِ العربيِّ المَعاشيِّ اليوميِّ، فالدَّولةُ تسرِقُهُ، والتَّاجرُ يسرِقُهُ، وهُوَ يسرِقُ نفسَهُ.
في كُلِّ الأحوالِ ليسَ قصدِي مِنْ هذا الكلامِ سوى التَّقديمِ لِنداءٍ وَجَّهَهُ الشَّاعرُ الكبيرُ "سعدي يوسُفُ" إلى مجموعةٍ مِنَ الصُّحُفِ والمواقعِ الإلكترونيَّةِ، مِنْ بينِها موقعُ "أَلِف"، هذا نَصُّهُ:
(تحذيرٌ حولَ إعادةِ طباعةٍ غير ِمشروعةٍ لكُتُبي)
أنا ، "سـعدي يوسُـفُ" ، الشَّاعرُ الَّذي شَـرَّدَتْـهُ الأنظِمَةُ ، وسَطَا على أعمالِهِ الُّلصوصُ.
أُعْلِنُ أَنَّ ما يقومُ بهِ "خالدُ المعالي" صاحِبُ دارِ الجَمَلِ، مُؤَيِّدُ الاحتلالِ وحكوماتِهِ، الِّلصُّ الجديدُ في عالَم النَّشْرِ ، مِنْ إعادةِ طَبْعٍ غَيْرِ مشروعةٍ لأعمالِيَ الشِّعريَّةِ والمُتَرْجَمَةِ ، أَمْرٌ خبيثٌ ، مُسْتَنْكَرٌ، وفِعْلُ احْتِيالٍ صارخٌ.
وأرجُو مِنَ المُوَزِّعينَ والقُرَّاءِ وأصحابِ المكتباتِ والمسؤولينَ عن معارضِ الكتابِ، الامتناعَ عنْ تداوُلِ أيِّ كتابٍ لي، يحمِلُ اســمي ، أصدرَتْهُ " دارُ الـجَمَلِ " الَّتي يُديرُها المُحتالُ "خالدُ المعالي".!.؟.
آَمُلُ في أَنْ أَجِدَ سَنَداً وعَوْناً مِمَّنْ يحترمونَ الحُرِّيَّةَ والأحرارَ ، وموقفاً واضحاً يصونُ نظافةَ الضَّميرِ.
لندن 19/5/2010.
نحنُ نحترمُ الحُرِّيَّةَ والأحرارَ؛ إِذَنْ نحنُ مَعْنِيُّونَ بما جاءَ في هذا الكتابِ، وبالتَّالي مِنْ واجبِنَا أَنْ نَقِفَ مَعَهُ، وأَنْ نُدافِعَ عَنْ إبداعِهِ، ونتصدَّى لِلمُتاجرةِ بِكتاباتِهِ، بعدَ أَنْ قَبِلْنَا المُتاجرةَ بِكُلِّ شَيْءٍ.!. أَمَّا أَنْ يَصِلَ الأمرُ إلى المُتاجرةِ بِالإبداعِ، فهذا أَمْرٌ لا نقبلُهُ البَتَّةَ.
مِنْ هذا المِنْبَرِ، ندعُو جميعَ المواطنينَ الشُّرفاءِ بكتابةِ إدانةٍ لِـ" دارِ الجَمَلِ" الَّتي تستغِلُّ مُبْدِعاً كبيراً يعيشُ مِمَّا يكتُبُهُ في الغُرْبَةِ, فالعَيْشُ في الغُرْبَةِ صعبٌ بِكُلِّ أحوالِهِ، فكيف إذا لاحَقَ الِّلصُّ المواطنَ العربيَّ في غُرْبَتِهِ ومَنْفاهُ.!؟.
يَحِقُّ لِـ "دارِ الجَمَلِ" تفسيرُ ما حَدَثَ، مِنْ مَبْدَأٍ حُقُوقِيٍّ بَحْتٍ، رَغْمَ ثِقَتِنَا بِأَنَّ الشَّاعرَ الكبيرَ "سعدي يوسُفَ" لا يُمْكِنُ أَنْ يَتَّهِمَ أحداً جُزافاً.!؟.
تَتِمُّ الإدانَةُ بكتابَةِ شَجْبٍ أوْ إدانةٍ أو استنكارٍ، - وهيَ كلماتٌ تعوَّدْنَا استخدامَها معَ العَدُوِّ الصَّهيونِيِّ، وفي مؤتمراتِ القِمَّةِ، ومؤتمراتِ وزراءِ الخارجيَّةِ، والمؤتمراتِ الدَّاخليَّةِ في كُلِّ بلدٍ عربيٍّ.- ؛ في تعليقٍ على هذهِ المادَّةِ، مع الاسمِ الصَّريح والـ" إيميل" لِتتَّصِفَ الإدانةُ بمصداقيَّةِ صاحبِ التَّعليقِ، وموضوعيَّتِهِ وجِدِّيَّتِهِ.
 أخيراً. أقولُ هلْ يُمْكِنُ أَلا يُحَوِّلَ الرَّأْسماليُّونَ العربُ مبدأَ: "يا عُمَّالَ العالمِ، اتَّحِدُوا." إلى: "يا رَأْسماليِّي العالمِ، اتَّحِدُوا". فالأُولى خَرَّبَتْ بيوتَنا ذاتَ يومٍ؛ فما بالُكُمْ بالثَّانيةِ.؟. أجارَنا اللهُ منها.!.

اخر تحديث الإثنين, 24 ماي/آيار 2010 10:30