أحمد حسين بغدادي لا تقنط .. لأنني لا أبالي بضحكاتهم ِ فكيف تبالي ؟! بدموعك َ ... بلهاثك ِ المتجذر في رئة ِ التعب ِ !. رؤوسنا جديرة ٌ بسيف ِ ابن عباد ولن تسقط سوى المقصلـــه ْ على بقايا الأعناقْ لأن البصرة بعيدة عنك َ تحتفل ُ بحزنك َ بين الأروقة ِ الغربية والثلج ُ يتساقط ُ في عينيك َ فتبكي ...!
وتنسى وجهك َ في المرآة ِ لتخرج دون ملامح !!.. يسعدني أن تبقى دون ملامح لئلا تغتالك َ اللحظات ُ المتبقية ُ في جسد ِ الوقت ِِ فالمنفيون َ بين الناس ِ الغرباء ِ لا شكلَ لهم لا عنوانْ لا فرحَ لهم سوى الأحزانْ !!!. البصرة ُ مولاي على بعد ِ فراسخ من قلبك َ ... فتِّش في جيبك , ستجد بطاقة َ مرور ٍ أتعبها الزمن ُ تلقفتها الأصابع ُ المبتورة على مضض ٍ !!, وتسير ُ وخطاك َ قبل قدميك َ تسير !!. لأن الطقس َ جميل ٌ في لندنْ ستمطر ُ السماءُ بعد قليل ْ وحلا ً.. وترعد ..ُ ويأتي غمام ٌ أسود فوقك َ سيعرفك َ المتبقون في الصيف ِ على الرصيف ِ الآخر أنك عراقيٌ لا بدَّ ... فالأحزان ُ تلاحقك والمطر ُ هنالك متفائل ٌ بوجود ِ شخص ٍ يشبهه ُ !!. ادفن قبرك َ في جسدِكَ .. لا تخجل .. فالجثث ُ في البصرة ِ صارت أجداثا ً للنخل ِ ودجلة يُغسل ُ من جرح ٍ مازال طريا ً !!. لا تتحسس شيئا ً في شمِّك.. اجذع أنفك َ فالبصرة ُ تتفسخ ُ في ذاكرتك .. أترممها ؟.. يكفيك اشتَمَمت َ رائحةَ الغربة ِ طيلة حزنك َ!. فإن تغلق شباك ِ همومك َ وتُدَخّن سيجارا ً كوبيا ً ستشعرُ بالثورة ويتكون ُ وجه ُ" غيفارا " من الدخان ِ المتصاعد ِ إلى السقف ِ فتتذكر أنك َ شيوعي ٌ منذ الشهقات ِ الأولى ولأنك اشتراكي ٌ تشترك ُ في البكاء ِ مع الذكريات ِ المنصرمة فيك َ !!. البصرة ُ يا سيد ُ تنتظر ُ طفلها ذا الشعر ِ الثلجي وتمر ُ السنوات ُ والسيَّارة ُ قد مرّوا و " يوسف " مازال بغربة ِ بئره ِ يتلوى كمدا ً !!. عذرا ً .. لم أنته ِ من شجونك َ فالحزن ُ يراودك َ كـ" زليخة " ولا هناك أبواب ٌ يغلقها ! فالحزن ُ بلا أبوابْ ؟!!. لا تصبو .. حزنك لا يُغْلَق مادام هناك عراق ٌ يبكي ويئن ُ وفقير يستجدي العطف َ من الجلادْ وبعض ضحايانا تساعد ُ قاتلها !!. هذي أشلاء ٌ من طرقات البصرهْ يُسميها الأعراب ُ بلادْ !! وإن صح التعبير ُ هنا : جرح ٌ يعصره ُ الأوغادْ !. البصرة ُ فيك َ البصرة ُ فينا البصرة ُ في الموصل ِ .. في كركوك .. في القائم ِ .. في بغدادْ ومازلت َ تلتفت إلى الخلف ِ وتمضي أعرف ُ لماذا أنت تمضي ؟! لم يبق َ مكان ٌ إلا وقد نز دمُك َ فيه ِ كأنهار ٍ من غير ِ خريرْ ! فكل عراقي ٍ فيك َ هو أنت َ وأنتَ لمدى الرافدين حَدَقتَ ضريرْ !!. بكاؤك أتلفني كما مآقيك َ تخبو ..! اعذرني أكثر فدمائي نزت قبل جروحي " واتفق المجلس ُ الأعلى للأمم المخصية " بأننا نحن العراقيون ُ أحفاد " تنتلوس " ثمارنا أمامنا ... والريح ُ خصم ٌ لنا .. والجوع ُ كذلك يسكننا زهاء آلاف السنوات ْ " وسيزيف " الأب الروحي يقطن أجسادنا الهشة !!.. " شر ُ البلية ِ ما يُضحكنا " رغم تورم ِ الجفون ويباب ِ الأرواح ِ المنتظرة مازلنا ننتظر ُ عُلبَ " الديمقراطية " المستوردة من الله !!. فجيعتي .. أنني لم أرك َ إلا عبر السطور وفي بعض الجرائد ِ العربية والغربية لذا : قصصت ُ صورتك َ من الصحيفة .. وضعتها في لوحة من خشب الأبنوس علقت ُ جداري على لوحتك وأخذت أحدق ُ .. أُطرِق ُساعات ٍ وأدخنْ لكن ... لا جدوى ستبقى تشبه ُ آلام الحسين وكل عربي ٍ يشبه انتماءك الإنساني !!. أحمد حسين بغدادي 2006-07-08
|
اخر تحديث الثلاثاء, 09 يونيو/حزيران 2009 13:30 |