الموسوعات والباحثون: حيرة متفاقمة امام المصطلحات طباعة

Imageسعدي يوسف يضع لنصوصه خارطة طريق للانزياحات
بغداد
يوخنَّا مرزا الخامس
 أَصبحتْ المصطلحات محنةً تؤرق فكر الباحثين والدَّارسين المُعاصرين؛ لكثرتها مِن ناحية، ودلالة كلِّ واحدٍ منها علي معانٍ عدَّة أَو علوم مِن ناحيةٍ أَخري. وكان لانفجار المعلومات الهائل في شتَّي العلوم دورٌ بارزٌ في الحاجة إِلي التَّعريف بهذهِ المصطلحات. والحقُّ أَنَّ دوائر المعارف والإِنسكلوبيديَّات ما عادَ في استطاعتها أَنْ تُوعِبَ كلَّ هذا الضَّخِّ الهائل سنوياً بل شهرياً، خصوصاً أَنَّ عدداً مِن هذهِ المصطلحات يُمثِّلُ جزءاً كبيراً مِن العلوم، ولا نُغـالي إِذا قُلنا أَنَّ ثمَّةَ مصطلحاتٍ تُمثِّلُ

ذات العلم الَّذي ينتمي إِليهِ المصطلح. وفي ظلِّ هذا الصَّخب بعلم المصطلحات وقف الباحثون العرب ومفكِّروهم مِن المصطلحات مواقف عدَّة، فمنهم مَن أَعاد مفهوم هذهِ المصطلحات إِلي التُّراث، وبيّن أَنَّ علماءَنا مِن السَّلف استعملها فهي أَصيلة. وذهب فريقً آخر إِلي إِنكارِ أَنْ تكونَ لهذهِ المصطلحات جذورٌ عربيَّة أَو شرقيَّة، وأَنَّها مُصطلحاتٌ غربيَّة صِرفة. وثمَّة فريقٌ ثالث أَلصقَ هذهِ المُصطلحات بالغرب، مثل الفريق الثَّاني؛ فعدُّوها مصطلحاتٍ غريبةً علينا، لذلكَ رغبوا عن استعمالها.
ونقول في هذهِ المسأَلة المهمَّة إِنَّ لعددٍ كبيرٍ مِن المصطلحات النَّقديَّة والأَلسُنيَّة جذوراً عميقةً في التُّراث العربي الإِسلامي، علي الرُّغم مِن أَنَّها الآنَ مُجتلبةٌ مِن الغرب؛ ثُمَّ اطَّلعنا نحن في الشَّرق عليها فإِذا هو هي. وربَّما وضَّح الدُّكتور عبد السَّلام المسدَّي هذا المعني فقال: ((إِنَّ الفكر الغربي قد شقَّ طريقه مِن المعاصرة إِلي الحداثة دون قفزٍ مولَّدٍ للقطيعة، وقد تسنَّي له ذلكَ بفضلِ انصهار المادة والموضوع في تفكير روَّادهِ العلمانيين فكان الصِّراعُ المنهجي خصيباً إِلي حـدَّ الطَّفرة أَحياناً، ولكنَّ المـنظور العـربي مازال يتصارع والحداثة مِن حيث هي موقف مبدئي)) (1). لذلك لا حرج مِن أَنْ نستعمل المصطلحات الحديثة؛ لأَنَّها مغروسةٌ في عمق تراثنا الثَّرِّ. ثُمَّ لا مندوحة أَيضاً مِن أَنْ نتلقَّفها ونروِّج لها، مثل مصطلحات (التَّضاد، والرَّمز، والإِشارة، والتَّداول، والمُفارقة، والانزياح، وغيرها...). ولعلِّي هنا لا أَتَّفقُ مع الدَّكتور عبد القادر الفاسي فيما ذهب إِليهِ مِن عدم جدوي الرَّبط بينَ الدِّراسات الأَلسُنيَّة الحديثة والنَّحو العربي القديم، فهو يقول: مِن الخطإِ ((اعتقاد أَنَّ الآلة الواصفة للُّغة العربيَّة الحاليَّة أَو القديمة تحتاج ضرورة إِلي مفاهيم القُدماء، أَو بعبارةٍ أُخري إِلي الفكر النَّحوي العربي القديم. وقد بيَّنَّا في مناسبات عدَّة أَنَّ هذا التَّصوُّر خاطيء، وأَنَّ الآلة الواصفة الموجودة عند القُدماء ليس لها امتيازٌ في وصف العربيَّة، بل هي غير لائقة في كثيرٍ مِنَ الأَحوال)) (2). وسنثبتُ مِن خللِ مصطلح الانزياح الَّذي نحنُ بصدد دراستِهِ هنا، أَنَّ ثمَّة علاقة وطيدة بينَ الدَّرس النَّحوي القديم، والدَّرس النَّحوي الحديث، مع اختلاف المصطلحات والتَّوجُّه الفكري؛ لأَنَّ للزَّمان تأْثيراً علي الفكر الإِنساني كما هو معلوم.
وسنحاول هنا دراسة مصطلح الانزياح عند المحدثين والقُدامي لنبيِّن أَنَّ لمثل هذهِ المصطلحات جذوراً في التُّراث العربي الإِسلامي، ثُمَّ تطبيقهُ علي أَحد أَهمِّ الشُعراء المُعاصرين، وهو سعدي يوسف.

المعني الاصطلاح
الانزياح (DEVIATION) لغةً هو مِن ((نَـزَحَ الشَّـيءُ يَنْـزُحُ نَزْحـاً ونُزُوحاً: بَعُدَ)) (3). إِذاً الانزياحُ في اللُّغة يعني الابتعاد. ولا يكاد المعني الاصطلاحي يبتعد عن هذا المعني. يُعرِّفه جون كوهين: بأَنَّه الخروج أَو العدول عن قانون اللُّغة (4).
وجاء الانزياح في النَّقد المعاصر كحاجةٍ ماسَّةٍ لدراسة أُسلوب كلِّ شاعرٍ لوحدهِ، وللتَّعرُّف علي لغته الشِّعريَّة الَّتي لا تتميَّز عن غيرهِ مِن الشُّعراء فقط بل تتميَّز عن اللُّغة نفسها. فهو ـ الانزياح ـ بشكلٍ أَوضح اقتحام الشَّاعر للُّغة مِن دونِ أَنْ يُحطِّمها. فالشَّاعر يسيرُ وفقَ القواعد النَّحويَّة والصَّرفيَّة للُّغة، لكنْ بطريقةٍ مُستحدثةٍ لم يُسْبق إِليها، أَو قد نراه يحيي تركيباً ما عاد مألوفاً في اللُّغة. وقد صدقَ مالكم برادبري، وجيمس ماكفارلن لمَّا برَّرا للشَّاعر هذا الخروج عن اللُّغة، فقالا: ((إِنَّ موضـوع أَزمة اللُّغة ليس شيئاً جديداً تماماً. لقد عاشَ الكثير مِن الشُّعراء في وقتٍ أَو آخر تجربة الشُّعور بعدم كفاية المفردات الشِّعريَّة الرَّاسخة، وشعروا لأَسبابٍ شخصيَّةٍ أَو حضاريَّة أَوسع بالحاجة المُلحة إِلي إِيجاد وسائل جديدة في استخدام موارد اللُّغة)) (5). هذهِ الأَزمة الَّتي يقصدانها هي أَزمة في الشِّعريَّة الَّتي يمتلكها الشَّاعر، وليستْ أَزمة اللُّغة في التَّعبير. وقد وضَّح تشومسكي ذلك عندما فرَّق بينَ الكفاية اللُّغويَّة مِن جهة، والإِداء الكلامي مِن جهةٍ أُخري ((فالكفاية اللُّغويَّة هي معرفة الإِنسان الضِّمنيَّة لغته في حين أَنَّ الأداء الكلامي هو الاستعمال الآني للُّغة ضمن سياقٍ مُعيَّن)) (6). فالعلاقة بينهما علاقة مُتوازية، فالزِّيادة في الكفاية اللُّغويَّة ستتبعها زيادة في الأداء. إِذن الشَّاعر الَّذي يمتلك كفاية لغويَّة كبيرة سيعكس ذلكَ بشكلٍ هائل علي أدائِه الكلامي.
ثُمَّ هذا الخروج عن قواعد اللَّغة لا يكون اعتباطيَّاً بل تكون له ثوابت ومُتغيِّرات. فالثابت هو النِّظام النَّحوي، ويُقصد بالنظام النَّحوي، القواعد العامَّة الَّتي لا يخرج الشَّاعر عنها ليحطِّمها، إِذ هذا التَّحطيم سيؤدِّي بالنَّصِّ إِلي تأَليفٍ ضعيفٍ، وربَّما ركيك. والقواعد العامَّة يمكن الخروج عن دوائرها الرَّئيسة الضيِّقة إِلي دوائر أَوسع لحاجة الشَّاعر إِلي الانطلاق في أَجواء نحويَّة هي غير معهودة، ولكنَّها في نفس الوقت ليستْ خطأ أَو لحناً. أَمَّا المُتغيِّر، فهو السِّياق؛ فإِنَّ السِّياق متكوِّنٌ مِن مفردات يمكن تغييرها، أَو حذفها، أَو تقديمها، أَو تأخيرها، أَو رسم دِلالاتٍ جديدةٍ لها. ولكن أَيضاً لا يحقُّ لها أَنْ تخرج مِن دائرة الصَّواب إِلي دائرة الخطأ. فالمعيار النَّحوي واللُّغوي باقٍ وثابتٌ عند الانزياح بقواعد اللُّغة والنَّحو.
وليسَ الخروج أَو العدول عن قواعد اللَّغة ومفرداتها لعباً بالأَلفاظ والقواعد النَّحويَّة كضربٍ مِن ضروب البديع، وإِنَّما يأتي لحاجةٍ جماليَّة، وليس لشيءٍ آخرَ البتَّة. فإِنَّ لجماليَّات السِّياق دوراً مُهمّاً وإِضافةً عظيمةً لانزياح القواعد النَّحويَّة والمفردات اللُّغويَّة؛ لذا قال أَحد الباحثين: ((وللانزياح، إِضافة إِلي كونه عامل تميُّز للخطاب الأَدبي، دور جمالي كبير يسهم في لفت انتباه المُتلقِّي، ومِن ثمَّة التأَثير فيهِ وتوصيل الرِّسالة الَّتي يُريدها الخطاب. فالتَّفاعل ضروري ومهم بينَ العناصر المنزاحة والعاديَّة لأَنَّ هذهِ العناصر دون تفاعلها لا أَهمية لها بل قد تكون عوامل مُعيقة لشعريَّة الخطاب)) (7).
وجاء الانزياح تلبيةً مُلحَّة لقانون الشِّعريَّة؛ إِذ يري الباحثون أَنَّ الحداثة الشِّعريَّة لا تقف عند حدٍّ مُعيَّن بل يجب أَنْ تستمرَّ في الدَّيمومة وإِلاَّ فإِنَّها ستنزاح خارج دائرة الاهتمام الحداثي (8).
وقبل أَنْ نُبيِّن أَهم فوائد النَّص مِن الانزياح علينا أَنْ نوضِّح للقارئ أَنَّ هذا المصطلح مِن أَشكل المُصطلحات المُترجمة مِن الإِنكليزيَّة والفرنسيَّة إِلي النَّقد العربي، إِذ وصلَ عددُ مُرادفاتِهِ المترجمة المستعملة إِلي أَربعين مصطلحاً كُلِّها تعني الانزياح مستخدَمة في مجال اللُّغة والدِّلالة (9). ومِن هذهِ المُصطلحات المرادفات له: التَّجاوز ـ الانحراف ـ الاختلال ـ الإِطاحة ـ المُخالفة ـ الشَّناعة ـ الانتهاك ـ خَرْق السُّنن ـ اللَّحن ـ العِـصيان ـ الكسر ـ الجسارة اللُّغويَّة ـ الغرابة ـ الابتكار ـ الخَلْق، وغيرها كثير (10). وكلُّ هذهِ المصطلحات تصبُّ في مكان واحدٍ وهو اقتحام الشَّاعر للُّغة.
والآن يمكن لنا أَنْ نُحدِّد فوائد لغة النَّص مِن الانزياح، وهي:
1. تحريك اللُّغة: الانزياح والابتعاد عن قواعد اللُّغة المأْلوفة للنَّحو والصَّرف، يجعل مِن الشَّاعر والمُتلقِّي أَنْ ينظُرا إِلي تلكَ القواعد مِن زوايا عديدةٍ، وليس مِن زاويةٍ واحدةٍ، ومثالٍ واحدٍ، قد تصل حدَّ الرَّتابة والإِملال. فالشَّاعر بهذا يصنعُ سياقات نحويَّة وصرفيَّة جديدة مِن دون ـ كما قلنا ـ أَنْ يتجاوز الخطوط الحُمُر لها، هذهِ الخطوط هي الَّتي تفصل بينَ الصَّواب والخَطأ.
2. إِعادة الحياة إِلي عددٍ مِنَ المُتحجِّرات اللُّغويَّة. فثمَّة شعراء يستعملون سياقات نحويَّة غدتْ مُتحجِّرةً في أَيَّامنا هذهِ ومتروكة، وربَّما تُنُوسِيتْ مِـن اللُّغويين أَنفسهم، فيأَتي الشَّعر لإِحيائها، فهو يري أَنَّ هذا السِّياق ينسجم وسـطرَه الشِّعري , وكما سنلحظ ذلك في شعر سعدي يوسف.
3. مُحاولة إِيصال الرِّسالة إِلي المُخاطَب (القارئ) بالصُّورة الَّتي يرتضيها الشَّاعر مِن دونِ فرض القواعد عليهِ، ثُمَّ القارئ علي حدٍّ سواء.
4. والنَّتيجة بعد الفوائد الثَّلاث المذكورة ستؤدِّي إِلي الاتِّساع في اللُّغة، فالخروج مِن الدَّوائر العامَّة للنَّحو والصَّرف إِلي دوائر خاصَّة بهذا الشَّاعر أَو ذاكَ سيقود حتماً إِلي اتِّساعها وتواصلها.
هذا هو مفهوم الانزياح بشكلٍ مُبسَّطٍ عند المُحدثين. أَمَّا عُلماء العربيَّة القُدامي فقد تناولوا معني هذا المُصطلح ووسموه بتسمياتٍ عديدةٍ أَيضاً، لـعـلَّ أَشهرهـا مُصطـلـح (التَّحويل) (11). يقـول أَبو هلال العسكري (ت395هـ) مُـبَـيِّـناً الانزياح وضوابطَهُ:((الشَّاهد علي اختلاف العبارات والأَسماء يوجِب اختلاف المعاني أَنَّ الاسم كلمة تدلُّ علي معني دلالة الإِشارة، وإِذا أُشير إِلي الشيء مرَّةً واحدةً فعُرِف، فالإِشارة إِليهِ ثانية غير مُفيدة)) (12). فأَبو هلال العسكري يري أَنَّ العلاقة بين الأَلفاظ هي علاقة إِشارة، وهذهِ الإِشارة تختلف في اللَّفظة الواحدة عند الاستعمال السِّياقي لها، فإِذا دلَّتْ اللَّفظة الواحدة علي معنيً واحدٍ في أَكثر مِن استعمالٍ لها، فسيكون السِّياق غير مُفيد، ولم يقلْ أَنَّه خطأٌ، للدَّلالة علي أَنَّ الشَّاعر يُفترضُ أَنْ ينزاح لمعانٍ عديدة، ويستعملها بأَشكالٍ مُتعدِّدة ليكونَ نصُّهُ مُفيداً حسب تعبيرهِ. ويمكنُ توضيح كلام العسكري مِِِن خلل هذا المُخطَّط:
الفئة الأُولي: المعني الأَوَّل = مُفيد.
المعني الثَّاني = مثل المعني الأَوَّل: غير مُفيد.
الفئة الثَّانية: المعني الأَوَّل = مُفيد
المعني الثَّاني: المعني الأَوَّل (استعمال جديد): مُفيد.

الشَّاعر أَنْ ينزاح بلغتِهِ
فالفئة الأُولي مِنَ المُخطَّط تعني الرَّتابة في السِّياق فهي غير مُفيدة. أَمَّا الفئة الثَّانية فهي فئة الانزياح في السِّياق فجاءت مُفيدة. ولم يتوقَّف العسكريُّ عند هذا الحدِّ؛ بل أَوجب علي الشَّاعر أَنْ ينزاح بلغتِهِ عن المعاني الرَّتيبة المُتداولة إِلي معانٍ جديدةٍ، وقد جعل ذلكَ معياراً للصَّواب وعدم الصَّواب، فقال: ((وواضِعُ اللُّغة حكيمٌ لا يأتي فيها بما لا يُفيد، فإِنْ أُشيرَ منه في الثَّاني والثَّالث إِلي خلافِ ما أُشيرَ إِليهِ في الأَوَّل كانَ ذلكَ صواباً، فهذا يدلُّ علي أَنَّ كلَّ اسمينِ يجريانِ علي معني مِن المعاني وعين مِن الأَعيان في لُغةٍ واحدةٍ فإِنَّ كلَّ واحدٍ يقتضي خـلاف ما يقتـضيـهِ الآخر وإِلاَّ لكانَ الثَّـاني فضلاً لا يُحـتاج إِليهِ)) (13). ولا أَري أَنَّ هذا النصَّ في حاجةٍ إِلي كبيرِ عناءٍ ليفهمه القارئ اللَّبيب، ويعرف مقدار ما وصلتْه الدِّراسات التُّراثيَّة مِنْ تقدُّمٍ.
ويُفصِّل الإِمام يحيي بن حمزة العلوي (ت705هـ) القول في الانزياح، ويضعُ له باباً خاصَّاً سمَّاهُ ((في تحويل الأَلفاظ واختلافها، بالإِضافةِ إِلي كيفيَّة استعمالها)) (14). ولعلِّي لا أُجانب الحقيقة إِذا قُلتُ إِنَّ هذا هو تعريف الانزياح برمَّتِهِ. وقد قسَّم العلويُّ اللَّفظ قسمينِ: قسمٌ تكون الأَلفاظ فصيحة فيه مستعملة في كلِّ أَحـوالها، وقسم آخر: تكون الأَلفاظ مُختلفة فيه بالإِضافة إِلي استعمالاتها، فقد تكون هذهِ السِّياقات (قبيحة) وقد تكون (غير قبيحة) (15). ويُقصد بالقسم الثَّاني اقتحام الشَّاعر للُّغة والإِتيان بتعابير جديدة ليستْ مأْلوفة ولا مُستعملة مِنْ قبلُ. ولكي يوضِّح العلويُّ الفكرة يضرب علي ذلكَ أَمثلة عدَّة نقتطفُ منها هذا: ((لفظة (خود) فإِنَّها إِذا كانتْ اسماً، كان استعمالها فصيحاً في الاسميَّة، هي عبارة عن المرأَة النَّاعمة، فهي إِذا استُعملتْ اسماً حسنة رائقة لذيذة طيِّبة، وهي إِذا كانتْ مُستعملة علي صيغة الفعل، لم يحسن استعمالها،..كما قال أَبو تمَّام:
وإِلي بَنِي عَبْدِ الكَرِيمِ تَواهَقَتْ
رَتَكُ النَّعامِ رَأَي الطَّريقَ فَخَوَّدا
وقد أُخِذَ علي أَبي تمَّام في هذا البيت استعمال ((خَوَّدَ)) علي صيغة الفعل)) (16). هذا مثالٌ واضحٌ علي انزياح لغة أَبي تمَّام.
مِن هذهِ الأَمثلة يتبيَّن لنا أَنَّ علماء العربيَّة كانوا علي دِرايةٍ واضِحةٍ بـ (الانزياح)؛ لذلك عرَّفوهُ، ووضعوا لهُ تنظيراتٍ لا تقلُّ شأناً عن تنظيرات الغربيينَ لهذا المُصطلح.
وقبل أَنْ ننتهي مِن موضع (الانزياح) في التُّراث، لابدَّ أَنْ نُبيِّنَ أَنَّ مُصطلح الانزياح يختلفُ عن مصطلح (الضَّرورة الشِّعريَّة)؛ فالأَوَّل يتعلَّقُ بالتَّغيُّر الجَّمالي في السِّياق، والثَّاني بالتَّغيُّر لأَجل الوزن في أَكثر أَحوال الضَّرورة. ويمكن أَنْ نُجمل الفرقَ بين المصطلحين بما يأتي:
1. إِنَّ الانزياح هو لغة شاعرٍ بعينهِ، يُعرف بها دون غيره. أَمَّا الضَّرورة فهي قواعد ثانية يخرج الشَّاعر فيها عن القاعدة الأَصليَّة الأُولي؛ إِمَّا لغرض الوزن؛ وإِمَّا لأَنَّها لهجة مِنَ اللهجات العربيَّة. وقد تدلُّ في ضيقٍ علي خروقات جماليَّة للشَّاعر.
2. الضَّرورات الشِّعريَّة ظواهر لُغويَّة رصدها النُّحاة في الشِّعر، وصارت مُجرَّد إِباحات يحقُّ للشُّعراء وحدَهم استعمالها؛ لأَنَّها محصورة ومرصودة في كُتُبٍ أَلَّفها النَّحويِّون القُدامي لهذا الغرض، وليستْ انزياحـاً يتعلَّقُ بجماليَّات أَسلوب الشَّاعر، ولا تُعدُّ هذهِ الإِباحات تحدِّياً للُّغة الشِّعريَّة مثل الانزياح كما أَسلفنا.
بعد هذهِ المُقدِّمة عن الانزياح في النقد القديم والحديث، سأُطبِّق هذا المصطلح علي شعر سعدي يوسف، وسبب الاختيار أَنَّ هذا الشَّاعر يمتلكُ لغةً خاصَّة بهِ يتوافر فيها الكمُّ الهائلُ من المفردات، والسِّياقات النَّحويَّة الأَصيلةُ منها والمُبتكرة، زيادة علي ذلكَ قدرتُهُ علي استيعاب الأَبنية الصَّرفية، وملكتُهُ في هضمها والتَّفنُّن في استخدامها لصالح السَّطر الشِّعري. ومَن يمتلكُ هذهِ القُدرات اللُّغويَّة لابُدَّ أَنْ تنزاح القواعد والأَبنية والمفردات والأَصوات في شعره (17).
وسأُركِّز علي الانزياح النَّحوي في شعره، لأَنَّ الانزياحَ علي أَنواع مُختلفة، منها الانزياح الاستبدالي الَّذي يخصُّ المُفردات والأَبنية، والانزياح السِّياقي ويخصُّ فيما يخصُّ القضايا النَّحويَّة. وهذا عرض لمسائل انزاحتِ القواعد النَّحويَّة في شعر سعدي يوسف:
1. حذف حروف الجَّرِّ: لا تُحذف حروف الجَّرِّ ويبقي عملها في مجرورها قط. وهذهِ بديهيَّة في النَّحو العربي. ولكنَّها قد تُحذف، وبحذفها ذاكَ تفقدُ الجملةُ عامل الجَّرِّ، ويكون الاسم بعد حرف الجَّرِّ المحذوف بحسب موقعهِ مِن الجُّملة. وهذا الَّذي يُصطلحُ عليهِ بـ (نزع الخافض). وقد وردتْ مِن هذا في التُّراث الشِّعري أَبياتٌ منها:

تَمُرُّونَ الدِّيارَ وَلَمْ تَعُوجُوا
كَلامُكُم عَلَيَّ إِذاً حَرامُ (18)

أَي تمرُّون بالدِّيار، بحذف حرف الجَّرِّ (الباء).
وقد انزاحَ عن قاعدة عدم جواز حذف حرف الجَّرِّ قولُ سعدي يوسف:
مَن يسرقُ الشُّهداءَ حفرةْ
ومعاولاً سريَّةَ الرَّجفاتِ، معتمةً، وحُمرةْ (19)
فنري أَنَّه حذف اللاَّم مِن (الشُّهداءَ) فنصبها. والأَصلُ: (للشُّهداء). وأَراد الشَّاعر بهذا أَنْ يُحرِّك ذهنيَّة القارئ، ولا يقول له إِنَّ الحُفرة للشُّهداء، فهم أَكبر مِن أَنْ يُوصَفوا بهذا الوصف كونهم أَحياء؛ لذلكَ حذف اللاَّم، فأَصبحَ الكلام عند الحذف أَكثرَ إِكراماً وإِكباراً للشُّهداء.

قواعد استعمال هذا الحرف
2. جواب شرط (لو): تذكرُ كتبُ النَّحو أَنَّ لـ (لو) جواباً إِذا كانتْ شرطيَّة، وهذا الجَّواب إِمَّا فعلٌ ماضٍ، وإِمَّا مُضارعٌ منفيٌّ بـ (لم). وإِذا كان الجَّواب مُثبتاً فالأَكثر اقترانه بـ (اللاَّم) (20). وقد طبَّقَ سعدي يوسف هذهِ القواعد، ولكنْ بالإِزاحة، فقد جعل لـ (لو) جوابينِ اثنين مِن دون أَنْ يعطفَ بينَهما. كذا تكون (لو) مُزاحةً عن قواعد استعمال هذا الحرف. يقول سعدي يوسف:
لو جاء منها نبأٌ واحدٌ
لأَمطرتْ دنياه
أَزهارَ تُفَّاحِ
لأُغمضت عيناه (21)
(لأَمطرتْ) و (لأُغمضت)، كلاهما جوابانِ لـ (لو). ويريد الشَّاعر أَنْ يُثبتَ أَنَّ امتناع مجيء النَّبأ لامتناع حدوث الشَّرطينِ؛ أَي أَنَّه لو جاء (وهو لم يأتِ) لأَمطرتِ الدُّنيا وجاء الخير، ولأَغمضَ عينيهِ لحصول الأَمان. وهذانِ الشَّيئانِ لم يحصلا قطُّ لذلكَ احتاجتْ (لو) لشرطينِ لتوضيح هذهِ الفكرة، وعلي هذا جاءتْ جماليَّة تَكرار شرط (لو).
3. (حينَ) الظرفيَّة: الحينُ لغةً: ((الدَّهرُ، وقيل: وقتٌ مِن الدَّهر مُبهَمٌ يصلحُ لجميع الأَزمان كلِّها، طالتْ أَو قَصُرتْ)) (22). وقالوا: إِنَّه يتخصَّص بالمُضاف إِليهِ علي الرُّغم مِن أَنَّه مُبهمُ المعني (23). فإِذا أُضيفَ ـ كما هو معروفٌ ـ لا يُنوَّن، وإِذا لم يُضَفْ نُوِّنَ. والانزياح الَّذي حدث في شعر سعدي يوسف، أَنَّ (حينَ) مُستخدَمٌ بدمجِ القاعدتينِ المذكورتينِ معاً؛ أَي لم يُنوَّن وفي ذات الوقت لم يُضَفْ. فقال:
كُلَّ صباحٍ...
حينَ السَّاعةُ عاشرةُ أَقلقُ...
هل ستَمرَّانِ؟
تمرَّانِ... (24)
استعمل (حينَ) غير مُنوَّنٍ , وغير مُضافٍ، وجاءتْ بعدهُ جُملةٌ اسميَّةٌ مِن مُسندٍ إِليهِ ومُسنّدٍ:
حينَ (غير مُنوَّنة) + حذف المضاف + الجملة الاسميَّة.
والفرق بينَ المعنيينِ جليٌّ، فالانزياح في السَّطر الشِّعري بـيّـَنَ لنا أَنَّ الشَّاعر أَراد (السَّاعةُ العاشرةُ)، ولم يُرِدْ النَّسبة الَّتي تحصل عند الإِضافة؛ لذلكَ اخـتار
الإِسناد ولم يَخْتَرْ النِّسبة.
4. دخول (لا) النَّافية علي المعارف: وضعَ النَّحويونَ قواعدَ لإِهـمال (لا). فقالوا: إِنَّها إِذا دخلتْ علي المعارف وجبَ إِهمالها وتكرارها. مثل: (لا زيدُ جاءَ ولا عمرٌو). ثُمَّ أَنَّهم حدَّدوا مواطِنَ تَكرارها، ولعلَّ أَهمَّ موضعٍ تكرَّرتْ فيهِ هو دخولها علي أَحدِ أَنواعِ المعارف (25).
ونلمسُ انزياحاً في استخدام (لا) النَّافية في شعر سعدي يوسف، فهو أَدخلها علي أَسماء مُعرَّفة بـ (أَل)، لكنْ باستخدام جديدٍ، علي الرُّغم مِن إِهمالها وتكْرارها:
لا المتاعُ القليلْ
لا المتاعبُ
لا الجندبُ المُتَشبِّثُ بالسُّرو
لا غيضةُ السَّلسبيلْ ـ
فلِمن أَنتَ؟
لستَ عليها
ولستَ لها (26)
فقاعدة (لا) في القصيدة تتكوَّن مِن:
لا النَّافية + اسم مُعرَّف (بدون جملة)
وهذا تعبيرٌ جديد في استعمال هذا الحرف؛ إِذ انزاحتْ فيهِ (لا) مِن استعمالٍ مُتعارفٍ عليهِ إِلي استعمال جديدٍ؛ للدِّلالةِ علي الشَّجبِ الشَّديد والتَّضجُّر. ونستشفُّ ذلكَ مِن الصَّرخة المُدوِّية الَّتي أَطلقها الشَّاعر:
فلِمن أَنتَ؟
5. نداء المُعرَّف بـ (أَل): ذهب النُّحاة إِلي أَنَّه لا يجوز نـداء الاسم المُعـرَّف بـ (أَل) مباشرةً، ولكن يجوزُ ذلكَ بوساطة (أَيُّها) للمُذكَّر، و(أَيَّتها) للمُؤنَّث. فنقول: (أَيُّها الرَّجل)، (أَيَّتها المرأَة) (27).
أَيُّها = الاسم المُنادي المُعرَّف بـ (أَل) للمُذكَّر.
أَيَّتها = الاسم المُنادي المُعرَّف بـ (أَل) للمُؤنَّث.
يا؟ الاسم المُعرَّف بـ (أَل).
ولنقرأْ الانزياح لقاعدة النَّداء في شعر سعدي يوسف:
يا صوتَ البحرِ الحاضرْ
يا صوتَ البحرِ الهادرْ
يا المُصَّاعِدَ مِن وديانِ الأَعماقِ
إِلي تيجان الآفاقِ (28)
إِذ اقتحم الشَّاعر بجملته هذهِ تركيب النَّداء؛ ليُبيِّن أَنَّها ـ أَي الجملة ـ مُعرَّفة بمعرفتين، للتَّوكيد، وللقولِ إِنَّ الأَمر عنده أَعرف المعارف، فهو ـ الشَّاعر ـ يعرف هذا البحر الهادِر (المُصَّاعد) وليس (المُتصاعد) مِن وديان الأَعماق، وقد ثَقِفَهُ مِن قبلُ، لذا يحذِّرنا منه، فهو مُخيف ويحبُّ أَنْ يُثبتَ لنا روايتَـهُ هذهِ ويؤكِّدَها، فلم يكنْ لديهِ لإِثبات تجربتِهِ غير الاتيانِ بنداء غريب انزاحتْ فيهِ جملة النِّداء العاديَّة إِلي صيغةٍ جماليَّةٍ يُفْهَمُ منها أَنَّها تستطيع إِيصال الفكرة المنشودة.
6. إِعمال (لكنْ) المُخفَّفة مِن الثَّقيلة: أَكثرُ النُّحاة علي أَنَّ (لكنَّ) إِذا خُفِّفَتْ لا تعمل فيما بعدها، وأَجازها عددٌ مِنَ النَّحويين (29). وإِعمالها مُخفَّفةً مِن نوادر اللُّغة وشواردها. ولقوَّة لغة سعدي يوسف، ومعرفتِهِ بتلكَ الشَّوارد أَعمل (لكنْ) هنا:
لا تحزنْ
إِحزَنْ
فالخيلُ الآنَ، تخبُّ بعيداً
وتخبُّ بعيداً
لكنْ أَقرَبَ من نبضكَ... (30)
وهذا الإِعمال لـ (لكنْ) حدثٌ نادِرٌ في العربيَّة، ولكنَّ انزياحه مِن غير العمل إِلي العمل أَربكَ السَّطر الشِّعري بل القصيدة كلَّها، مِن وجهة نظر النَّحو، وجعلها تتخبَّط ولكنْ باطِّراد , وهذا الاطِّراد ربطَ بينَ جماليَّة عمل هذا الحرف ـ وهو في الأَصل غير عامل ـ وجماليَّة ديمومة السَّطر الشِّعري المُربك. فأَحدثَ نوعاً مِن التَّوازن في المعني والجَّماليَّة؛ لأَنَّه يخبُّ بعيداً، وفي ذات الوقت هو أَقرب مِن النَّبض؛ لذا كانتْ نقطة التَّلاشي في إِعمال هذا الحرف، فكان التَّوازن.
7. (كانْ) السَّاكنة الآخر: إِنَّ هذا الفعل النَّاقص هو فعل ماضٍ، والأَفعال الماضية ـ كما هو معروف ـ لا تكونُ ساكنةً إِلاَّ إِذا أُسندتْ إِلي ضَّمائر الـرَّفع المُتحرِّك (تُ ـ تِ ـ تَ). والحقُّ أَنَّ في هذا الفعل النَّاقص بقصيدة (بار جبهة النَّهر) انزياحينِ: الأَوَّل: جعل آخر الفعل الماضي النَّاقص ساكناً (كانْ) كما نستعملهُ في العاميَّة. الآخر: الانزياح السَّابق قادنا إِلي مُشكلة لُغويَّة؛ إِذ التـقـي ساكنان (الأَلف) و (النُّون) في دُرجِ الكلام، علي الرُّغم مِن كونهِ في نهاية السَّطر:
آخِرَ بارات البحَّارة كانْ
باراً من خشَبٍ صلدٍ ومعادن برَّاقةْ
كان يطلُّ علي السُّفن البحريَّة في النَّهرِ
يطلُّ علي السُّفن النَّهريَّة في البحرِ
وآخرَ بارات البصرة كانْ
في قصرٍ غادره نبلاءُ النَّخلِ
إِلي أَشجار النَّسب الأُولي في الصَّحراء (31)
فنلمس أَنَّ (كانْ) وقعتْ في الدَّرج، ومعَ ذلكَ فإِنَّ الانزياح كانَ له دورٌ في تحويلٍ جماليٍّ لبُنية هذا الفعل. فالشَّاعر أَرادَ أَنْ يُثبتَ حقيقةً مفادها أَنَّ هذا الشَّيءَ أَصبح في الماضي، الماضي الَّذي لن يعودَ ولن يتكرَّر، سواءٌ كانَ جميلاً أَم لا. فقدتْهُ تلكَ المدينة، فأَراد مِن خللِ المدِّ الطَّويل (الأَلف)، والغُنَّة القويَّة مِن (النُّون)، أَنْ يُنبِّهَ إِلي القصَّة الَّتي سيرويها عن عددٍ مِن الأَماكن، ومِن ضمنها القصَّة المُقتبسة المذكورة مِن هذهِ القصيدة.
8. (رُبَّما): تذكرُ كُتُبُ النَّحو أَنَّ (رُبَّ) حرفُ جرٍّ؛ وإِذا اتَّصلتْ بها (ما) فإِنَّها تكفُّها عن العمل، وتُهيِّئُها للدُّخول علي الجُّملة الاسميَّة أَو الفعليَّة، وحينئذٍ لا تدخل علي اسمٍ (32).
ولو قرأْنا قصيدة (الزِّيارة) لوجدنا انزياحاً عن هذهِ القاعدة:
أَيُّ طيرٍ صغيرْ
سوفَ ينقر شعري مساءً
وأَي افتتانٍ أَخير؟
ربَّما اللَّوز
ربَّتما قطَّة متورطة بخيوط حريرْ
ربما أَشتهي أَنْ أُقبِّلَ عينيكِ (33)
فنقرأُ أَنَّ (ربَّما) الأُولي، والثَّانية (المؤنَّثة) قد دخلتْ علي اسمٍ، ولم تدخل علي جملةٍ اسميَّة أَو فعليَّة، والثَّالثة وافقتِ القاعدة النَّحويَّة. ولو أَعدنا قراءة السُّطور الثَّلاثة الَّتي وردتْ فيها (ربَّما) لوجدنا أَنَّ الانزياح قد شطر قاعدة (رُبَّ) النَّحويَّة شطرينِ، المسيرُ بإِزائها، والانزياح عنها؛ فعندما تلا (ربَّما) اسم لغير العاقل انزاحَتْ عن القاعدة، وعندما تلتها أَشياءُ تخصُّ العاقل سارَتْ بإِزاء القاعدة. وربَّما هذهِ قاعدةٌ وضعها سعدي يوسف لنفسِهِ عن طريق الانزياح، وأَراد أَنْ يُقحم اللُّغة ويُفرِّق بينَ التَّعبيرينِ بهذهِ الطَّريقة.

قاعدة العربيَّة
كانتْ هذهِ مسائلَ رصدتُها مِن شعر سعدي يوسف انزاحتْ فيه سطورٌ شعريَّةٌ عنْ قاعدة العربيَّة، وقبل أَنْ أَضعَ القلمَ جانباً أَودُّ أَنْ أُنوِّه إِلي الدَّارسينَ والأَكاديميين أَنَّ هذا الموضوع يستحقُّ البحث في دِراسةٍ مستقلة يمكن أَنْ تجلو فيها مظاهِرَ الانزياح في شعرِ هذا الشَّاعر أَو شعر غيرهِ.

الإِحالات
1. التَّفكير اللِّساني في الحضارة العربيَّة، د ـ عبد السَّلام المسدِّي، ص 11، الدَّار العربيَّة للكتاب ـ تونس 1981م.
2. اللِّسانيات واللُّغة العربيَّة، د ـ عبد القادر الفاسي الفهري، 1/61، دار الشُّؤون الثَّقافيَّة العامَّة ـ بغداد.
3. لسان العرب، ابن منظور (ت711هـ)، 2/614 (نـزح)، دار صادر بيروت 1955ـ1956م.
4. بنية اللُّغة الشِّعريَّة ـ جون كوهين ـ (مِن الأَنترنيت).
5. الحداثة، تحرير: مالكم برادبري، وجيمس ماكفارلين، 2/25، ترجمة: مؤيَّد حسن فوزي، دار المأْمون للتَّرجمة والنَّشر، بغداد 1990م.
6. الأَلسُنيَّة، د ـ ميشال زكريا، ص 45، ط/2، المؤسَّسة الجَّامعيَّة للدِّراسات والنَّشر والتَّوزيع ـ بيروت 1983م.
7. الانزياح واللُّغة الشِّعريَّة، عصام سرتح، جريدة النُّور السُّوريَّة، تاريخ العدد: 27ـ10ـ 2004 م (مِن الأَنترنيت).
8. يُنظر: جماليَّة القصيدة العربيَّة، د ـ مُحمَّد صابر عُبيد، ص9، منشورات وزارة الثَّقافة السُّوريَّة، دمشق 2005م.
9. جدليَّة الثَّبات والإِزاحة، ريمة الخميس، جريدة الجَّزيرة السُّعوديَّة، تاريخ العدد: الأَحد (7) مُحرَّم 1420/أَبريل 1999م (مِن الأَنترنيت).
10. الانزياح في منظور الدِّراسات الأُسلوبيَّة، د ـ أَحمد محمَّد ويس، سلسلة كتاب الرِّياض الشَّهري برقم (13)، 2003م (مِن الأَنترنيت).
11. يُنظر: الطِّراز، ليحيي بن حمزة بن علي العلوي اليمني (ت705هـ)، تحقيق: عبد الحميد الهنداوي، 3/24، ط/1، المكتبة العصريَّة، صيدا ـ بيروت 2002م.
12. الفروق في اللُّغة، لأَبي هلال العسكري (ت395هـ)، تحقيق: جمال عبد الغني، ص12، مؤسسة الرِّسالة، بيروت 2002م.
13. الفروق في اللُّغة ص12.
14. الطِّراز 3/24.
15. يُنظر: الطِّراز 3/24.
16. الطِّراز 3/24.
17. استخدمتُ في دراستي هذه المجاميع الشِّعريَّة الاتية لسعدي يوسف:
ûالأَعمال الشِّعريَّة (الجزء الأَوَّل)، 1952ـ1977م، دار الفارابي 1979م.
û الأَعمال الشِّعريَّة (الجزء الثَّاني)، 1978ـ1988م، ط/1، دار العودة، بيروت، 1988م.
û الأَعمال الشِّعريَّة (الجزء الثَّالث)، 1989ـ1993م، ط/4، دار المدي للثَّقافة والنَّشر، دمشق 1995م.
û مجموعة: صلاة الوثني، ط/1، دار نينوي للدِّراسات والنَّشر والتَّوزيع، دمشق، 2004م.
18. الكامل، للمُبرِّد (ت285هـ)، تحقيق: مُحمَّد أَبي الفضل إِبراهيم، 1/34، دار الفكر العربي، القاهرة.
19. الأَعمال الشِّعريَّة 1/283.
20. يُنظر: شرح ابن عقيل، لابن عقيل (ت769هـ)، تحقيق: مُحمَّد مُحيي الدِّين عبد الحميد، 2/305، ط/10، مطبعة السَّعادة بمصرَ.
21. الأَعمال الشِّعريَّة 1/280.
22. لسان العرب 13/133(حينَ).
23. يُنظر: مُفردات أَلفاظ القرآن ـ للرَّاغب الأَصفهاني (ت425هـ)، تحقيق، صفوان عدنان داوودي، ص 267، ط/1، دار القلم، دمشق 1996م.
24. الأَعمال الشِّعريَّة 1/115.
25. يُنظر: معاني النَّحو، د ـ فاضل السَّامرائي، 4/580، 582، مطابع دار الحكمة للطِّباعة والنَّشر، بغداد 1990م.
26. الأَعمال الشِّعريَّة 3/161.
27. يُنظر تفصيلات ذلك: جامع الدُّروس العربيَّة، للشَّيخ مُصطفي الغلاييني، 3/110، المكتبة التَّوفيقيَّة بمصرَ.
28. صلاة الوثني ص20.
29. يُنظر: مُغني اللَّبيب، لابن هشام الأَنصاري (ت761هـ)، تحقيق: مُحمَّد مُحيي الدِّين عبد الحميد، 1/292، المكتبة العصريَّة، صيدا/بيروت 1987م. .
30. صلاة الوثني ص28.
31. الأَعمال الشِّعريَّة 2/349.
32. يُنظر: مُغني اللَّبيب 1/137.
33. الأَعمال الشِّعريَّة 2/367.

اخر تحديث السبت, 10 نونبر/تشرين ثان 2007 12:41