الكلاب الضالة موت الشعراء طباعة

عبد علي سلمان

الكلابُ الضالةُ الدائرة في الأزقةِ
المواربة.
الشعراءُ التائهون الباحثون عن
ناشرٍ أمين.

الكلابُ التي تلتقي ثم تفترق
وبعدها
تلتقي من جديدْ.
الشعراء الذين تجمعهم المقاهي
وتفرقهم الطرقاتْ.

الكلابُ التي تنبحُ على بعضها في
 المسارب الخالية
الشعراء الذين يقرؤون قصائدهم
لبعضهم.
 
الكلاب التي تدور وتدور
باحثةً
 عن كلبة ترفع ذيلها.
الشعراء الذين يلصقون صورهم
فوق قصائدهم باحثين
عن فستان مرفوع أو
قميص منزوع.
 
الكلاب التي تجوب المزابل
قرب المطاعم الرخيصة
الشعراء الذين يقتحمون
مطاعم رخيصة
قريبة من المزابل.
 
الكلاب التي لا تتوانى مختفية
حين يظهر العسكر بغداراتهم
الشعراء الذين يبتلعون ألسنتهم
أو يبيعونها
للعساكر الظاهرين بغداراتهم.
 
"فمثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث
أو تتركه يلهث".*
"الشعراء يتبعهم الغاوون. ألم ترَ أنهم في كلّ وادٍ
يهيمون"**
 
 الحظُ العاثرُ
تصاريفُ الحياة
صلفُ الحكومات
أنماطُ التشابه
قد تجعل من الكلب النابح
شاعراً
وقد تجعل من الشاعر
يموت منطوياً على نفسه
مثل كلب
في ساحات بغداد القديمة.
 
 
الهوامش
*الآية 176 من سورة الأعراف.
** سورة الشعراء.