سـباع " الشاعر سعدي يوسف طباعة

حمادة ابراهيم
بعدين اﮔلكم شسأْلَتْ جيرانتي ام قيس الخياطة وشجاوبتها .
تعرفون : الاحتلال الامريكي للعراق عار القرن الواحد وعشرين ، حسب مقاييس الجميع ، باستثناء اللي نفذوه طبعا او ايدوه من العراقيين ( المثقفين الله ﻴﭽﺭﻡ ) او اسهمو في تنفيذه بالتعاون الصريح  والتنسيق مع البنتاغون والسي آي أيه واجهزة مخابرات اخرى . هذولَ نفسهم ايدو الحصار سابقا ، بحجة محاصرة ( سادم هوسين ) ، او سكتو 13 سنة على موت الاطفال والشيوخ ونقص التغذية والدواء وتلوث المياه والصخام واللطام .

" ما اعرف شلون ما ينخدش (  او ينشـﮒ ) ضميرهم لمن يقرون بالجرايد تقارير منظمات الامم المتحدة  اللي تتحدث ( بعد خمس سنين من التحرير وبناء المجتمع المدني ! ) عن  وجود  اربع ملايين جوعان بالعراق ، وخمس ملايين طفل يعانون من سوء التغذية ، وست ملايين مشرد ، نصهم متهجولين بسوريا والاردن وايران وتركيا ومصر ، والباقي مطشرين ما بين السويد والنروج والدنمارك والمانيا ... ما عدا مليون  قتيل ، واربع ملايين جريح ، واحسبو بعد ﭽم مفقود ومعوّق ويتيم وأرملة ومجَدي ومعتوه ؟
الاحتلال  وخرفان حكومته في ( المراعي الخضراء )  ومؤيديهم  من  مراكز بحوث ومراصد مناخ الديمقراطية ، يحاولون يذبّون صوج الخراب والضيم على المقاومة ، المشروعة قانوناً ، او على شعيط وابن معيط  حتى يبرّون نفسهم من الفشل الذريع ويتسترون على عدم الكفاءة وفقدان الأمن والدمار المخيف والفساد ونهب المليارات .
نسيتوا دينيس هاليدي ؟ هذا الايرلندي الخوش ولد ، جان مندوب الامم المتحدة سابقا  بالعراق  والمشرف على توزيع الأغذية اثناء الحصار ، كتب :
- رغم الحصار الظالم ، استطاع العراق ان يصلح في غضون ثلاثة اشهر ما خربوه بالقصف الامريكان من جسور ومباني في حرب الكويت 1991 ، وان يوصل حصص الغذاء  الى كل اسرة عراقية  في مواعيدها .
هذا الرجل الشهم بعده على قيد الحياة ، الله يطول عمره  ، كان  من اكثر المعارضين للاحتلال الامريكي والَّف كتاب بهذا الخصوص ، بينما الّفو آخرين ، او مَلْينَو ( من ملايين ) كتب  وبحوث ومقالات تهاجم ، بلسان شيزوفريني صارخ ، المثقفين المعارضين للغزو والاحتلال ، مثل شاعرنا الفذ سعدي يوسف ، وتبرر ( ربيع ) الاحتلال وتمدح رموزه ( الاذكياء ) مثل كنعان مكية واحمد الجلبي واللص الظريف ( آرسين لوبين ) صاحب النظرة البعيدة المدى .
جيرانتي الخياطة السمينة تسألني كلما نتلاﮔـه بالعـﮔد لو بالدربونة : إبني تره انت برُفع الأبره صاير ، لويش ؟
اجاوب وآني ماشي مستعجل :
- من قهري . الفَتِـﮒ ﭽﺒﻴﺭ يا ام قيس .
هيَّ  تفتهم شاقصد وتجاوب بعلو حسها :
- بس اعرفك سبع ، من ﭽنت صغيرون ، كلكم سباع ، الله يحرسكم !