اهتفوا لمظفر النواب وسعدي يوسف طباعة

عنوان البريد الإلكترونى هذا محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تفعيل الجافا لتتمكن من رؤيته
أشيع  مؤخرا ان الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب سوف يعود إلى العراق ،اما الشاعر سعدي يوسف فقد تعرض لهجوم من قبل أنصاف المثقفين وأنصاف الأميين بسبب موقفه من الاحتلال ، لكن الشاعرين ظلا على موقفهما المشرف المناهض للاحتلال.
إذا أخذنا بالمقولة المقدسة وهي( يأتي يوم على أمتي يصبح فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر) وطبقناها على زماننا ، يكون لزاما علينا أن نصنف كل ذي معتقد راسخ ، ومبدأ متجذر، ووطنية صادقة ، وانتماء نقي لاتأتيه الشبهة من بين يديه ولا من خلفه ، أن نصنف أولئك  في خانة القابضين

على الجمر، خاصة ان كل شيء  اصبح قابلا للبيع والشراء ، وان الثوابت باتت متغيرة،والمتغيرات أمست هي الثوابت وكل شيء قابل للتغيير إلا التغيير ذاته كما يقول المتفلسفون!
وبصرف النظر عن معتقد الشاعرين العراقيين الكبيرين مظفر النواب وسعدي  يوسف إلا انهما ظلا قابضين إلى الجمر ، فالعراق الذي  شردا من اجله وله مازال هو العراق الذي يشغل مساحة الإبداع في حياتهما بل يشغل حياتهما كلها! لقد صبر الشاعران الكبيران عقودا من الزمن وهما ينتظران اللحظة التي يعودان فيها الى العراق ، وجاءت هذه اللحظة وفتحت أمامهما باب العودة على مصراعيها، لكنهما وجدا ان العراق الذي يدعوهما للعودة إلى أحضانه عراق بلا أحضان ، وهو غير العراق الذي كانا يحلمان بالعودة إليه… عراق محتل ..مفخخ … يصطبغ بلون الدم العراقي الطهور..عراق شوهت ملامحه سرف الدبابات ، وداست أرضه (بساطيل) الجيوش القادمة من أقصى بقاع الأرض تحت ادعاءات ودعاوى وحجج وذرائع واسماء ومسميات لايصح منها إلا الصحيح الذي بتنا نخشى المجاهرة به وتسميته باسمه الحقيقي! وأبى النواب وأبى سعدي يوسف أن يعودا إلى العراق وظلا يناضلان كل من وقعه وهما يقبضان على الجمر ، فلا انحنيا ولا استسلما ، ولا ركبا المركب السهل الذي يوفر لاصحابه الحياة الهانئة، والعيش الرغيد،  ويسلب منهم الموقف والمعتقد والمبدأ! استسلما ، ولا ركبا المركب السهل الذي يوفر لاصحابه الحياة الهانئة، والعيش الرغيد،  ويسلب منهم الموقف والمعتقد والمبدأ!
مازال النواب يتنبأ بان ( سيؤذن فينا بالعبرية بعد قليل ونصوم على مدفع إسرائيل). ومازال يرسم صورة  للعراق لم يرسمها أحد قبله ولن يرسمها أحد بعده إذ يقول( وطن… رغم كل الرزايا… يسل على الموت كل صباح .. ويغمد بالحزن كل مساء..وينهض ثانية والصباحات بين يديه بطاقات عرس..إننا في زمان كثير الفروع وفي كل فرع لنا  كر بلاء)!
اما سعدي يوسف فحسبه انه ظل الصوت النقي بين ( رفاقه) …وحسبه عملقة انه صار مرمى لسهام الصغار والأقزام الذين بات يستفزهم الثبات على الموقف ويغيظهم أن يروا الآخرين متمسكين بستر عوراتهم