كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟ طباعة

كلفني صديق عزيز للمساهمة في احتفالية بالشاعر سعدي يوسف ، وكان السؤال محددا ، وهو كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟ وقد كتبت رأيي كقارئ ومتابع للشاعر مع بدايات قراءاتي واهتمامي بالثقافة والشعر والأدب العراقي والعربي والعالمي ، حيث تعرفت على شعرية سعدي وكان اسما هاما يقف في الصف الأول وكان قد أنجز مشروعة الشعري . وهي ملاحظات ليست نقدية متخصصة ، إنما انطباعات عمومية لقارئ متابع للشعر والأدب .
في البداية لابد من توجيه تحية كبيرة وخاصة للشاعر سعدي يوسف ، وهو يمضي في دروب الشعر والإبداع والثقافة والفكرواالمواقف الوطنية الثابتة ، في دروب فردية ، حيث يسير مع الناس وخطوته

وحده ، يتلمس ويكتشف غابات الشعر وغاياته ، وتلويناته وأشكاله المتنوعة والمتجددة ، والتي ساهم فيها بشكل متطور وراقي وجميل دائما ، ليكتشف زهرة من جنس نادر !! لقد ظل سعدي إلى جانب الناس ، رغم كل الانهيارات والتراجعات المرة ، والهرولة نحو موائد الكسب الرخيص ، والتحول من موقع إلى موقع آخر مضاد !!
تحية كبيرة له وهو يسير في طريقه الخاص ، طريق بدأه قبل أكثر من نصف قرن ، شاهد وساهم بكل هذا الكم الهائل من الأحداث الإبداعية والثقافية والسياسية والشخصية ، وثبت آثار أصابعة في الثقافة العراقية والعربية ولم يزل كبيرا وجميلا ومتجاوزا دائما !!
ولكي أجيب على السؤال / العنوان ، أحاول هنا تسجيل شهادة سريعة ، لكنها شهادة تعتمد على الذاكرة بسبب غياب المصادر والنصوص ، حيث لم أزل أعيش حالة من عدم الاستقرار في منفى طويل وقاسي !!
قرأت شاعرنا سعدي يوسف في بداية السبعينات ، وكان قد أكمل أسس مشروعه الشعري المتطور ، وكانت الدواوين الهامة لسعدي قد انتشرت وخاصة / بعيدا عن السماء الأولى / و/ نهايات الشمال الأفريقي . ومن ثم / الأخضر بن يوسف ومشاغله / وهي قصائد ودواوين كتبت في أغلبها في منفاه الجزائري منذ أواسط الستينات إلى جانب دواوينه الأولى . وبعدها ديوان الليالي كلها والدواوين التي صدرت في بغداد حتى رحلينا الإجباري عنها في نهاية عام 78 !!
في ذلك الزمان البعيد نسبيا ، والذي يبتعد عنا رويدا رويدا ، حيث كانت بداية قراءاتي وإطلاعي على الثقافة والأدب العراقي والعربي والعالمي بكافة أشكاله ، كان سعدي يمثل عالما شعريا وثقافيا خلاقا وجديدا وباهرا
أثر في جيل الشباب من الشعراء والمثقفين والمتابعين والقراء ، وجميع المهتمين بالشعر ليس في العراق وحسب إنما في الوطن العربي .
في تلك الأيام كنا نتابع وبشكل يومي جريدة طريق الشعب التي صدرت في16 أيلول عام 73 ، حيث دأب سعدي يوسف على النشر المتواصل والمنتظم فيها ، وقد عمل لاحقا في الجريدة مسئولا عن صفحة ثقافة ، وبذلك أقترب وساعد عدد كبير من الشعراء الشباب . وقد تأثر به وبطريقته في الكتابة وأسلوبه الشعري عدد منهم ، الى درجة التقليد والتبعية ، وغياب المحاولة والتجريب الخاصين . وهذه مسألة لم يكن سعدي مسئولا عنها بأي حال !!
ولما كان سعي الشاعر الذي يقف في الصف الأول بين الشعراء العراقيين والعرب ، كانت الفرصة سهلة للتعرف على شاعريته وخصائصها ، كما تابعت بداياته وثقافته وصفاته وموافقة الفكرية والإنسانية .
وقد حصلت في السبعينات على جميع على جميع دواوين سعدي في مدينة الناصرية ، تلك المدينة المثقفة والمشاغبة والمشبعة بالشعر والمتناقضات الصارخة ، مدينة تقرأ كل الشعراء من الجاهليين الى رامبو وبودليرونبيرودا !!
لازلت إلى اليوم أحتفظ وأحفظ الدواوين الكثيرة والكبيرة ، التي كنا نتداولها في بداياتنا المدهشة ، بدايات الاكتشاف والتعلم والاندهاش بالجديد ، حيث الأسماء اللامعة من الشعر الجاهلي والأموي والعباسي الرصين ، والشعر الكلاسيكي في العراق الحديث ومصر وبلاد الشام ، والشعر الحديث وبداياته مع السياب ونازك الملائكة والبياتي وبلند الحيدري ، ومن ثم سعدي ومحمود البريكان وحسين مردان والآخرين . ومن العرب باكثير و سعيد عقل ويوسف الخال وخليل حاوي ونزار قباني وأودنيس و صلاح عبد الصبور وحجازي وأمل دنقل وتوفيق زياد ودرويش وسميح القاسم وغيرهم من الأسماء الأساسية التي ساهمت في كتابة الديوان الشعري العربي ، إلى جانب كبار القدماء من أصحاب الرايات الشعرية الخالدة ، كالمتنبي وأبو تمام والمعري والبحتري والشريف الرضي ودعبل والحلاج وربما آخرهم الجواهري الكبير !! الى جانب الشعر العالمي ، هذه الكوكبة اللامعة والعجيبة ، مع كل هذا الحشد من الأسماء التي شكلت قاعدة رصينة ومصادر هائلة لقراءة الشعر و عالما سحريا يسبح فيه الشعر، ونتنفس فيه الشعر !! في هذا العالم الشعري العميق والواسع كنا نتابع ونتلاقف قصائد ودواوين سعدي كطاقة شعرية هائلة ، وكقامة شعرية عالية !!
في نهاية السبعينات تركنا خلفنا بيوتنا وشوارعنا ومقاهينا وأحلامنا المرمدة ، وحملنا مراراتنا وأوجاعنا ، بعد إن داهمنا طاعون الفاشية وانتقلنا إلى الجبل ، بعد تجربة سياسية بائسة وفاشلة وفجة من جميع الجوانب !! كانت كلاب السلطة تطاردنا وتلاحقنا في كل مكان وناحية في حملة على الفكر والثقافة ، لفرض نمط وحشي كريه ومتخلف ومنحط بجميع المقاييس ، حملة مسعورة وقاسية ومرسومة منذ زمن بعيد ، لمصادرة وطن جميل حافل بالشعر والأحلام ، ثم دفعه في حروب دموية عبيثة ، لم تزل دائرة تطحن اللحم والذاكرة وكل شئ جميل !!
ولم تزل آثار البداة مقيمة في بغداد ، في حالة منافية للمدنية والتحضر والمنطق الطبيعي للمدن !!
في الجبل كان كل شئ مختلف ، حجر لم نألفه ، ووديان سحيقة لم نر قعرها ، وقمم تختفي وراء الغيم الهابط ، الغيم الخفيض الذي لم أره من قبل ، ولغة جديدة لا نعرفها ، وملابس لا نعرف كيف نلبسها ، تزاحم أجسادنا المرتبكة ، ولا ندري كيف تكون أجسادنا الغريبة فيها ؟؟ إنها حالة جديدة في كل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة والمثيرة ، وتجربة علينا خوضها وتحملها والتعلم منها . لكن أصعب ما في تلك التجربة هو منطق العزلة الجديد والثقيل والقاسي ، العزلة والانقطاع والبعد ، العزلة الوجودية و الذهنية والمكانية ، حيث يعتمد كل شئ على الذاكرة والتذكر والتخيل ، وحيث يقف الجبل / جبل مامند / كحائط جبار وسد منيع لاترى له بداية أو نهاية ، حائط لانهائي صلب يقينا شرور العدو المتربص بنا ليسحقنا ويبيدنا ، ويلغينا من الخارطة ، بينما كان الجبل يعطينا فرصة التجمع والتفكير والتدبر والتحرك اللاحق !! لقد حاول النظام جاهدا وبكل الأساليب إبقاءنا في معازل بين الحجر والكهوف البدائية والتي أستخدم قسم منها الإنسان البدائي الأول ، لكي نبدو دون أفق ودون ضفة أخرى ، حيث لاكتب ولا صحافة ولا تلفزيون ولاشعر ولا شوارع ، وكانت صلتنا بالعالم تتم من خلال الراديو الذي يعمل بالبطاريات فقط ، لعدم وجود الكهرباء . إنها محاولة لقتل ألأمل !!
وبما إن الإنسان كائن مقاوم بطبعه ، ملئ ومشبع بالأمل وهو يكتشف ويتجاوز ويعمل ويحلم ويصمد ، فقد اكتشفنا أساليب شخصية وجماعية للاختراق والتواصل والعمل مع المحيط ، وكانت أدواتنا كثيرة وبسيطة ومعقدة ، بعد إن بدأت تتراكم التجارب والإمكانيات ، وكانت أداتي في فك العزلة وكسر جليدها الصلب والقاتل التحليق في فضاءات الشعر الفسيحة !!
عندما تسللت إلى الجبل لم أكن أحمل في حقيبتي الصغيرة غير كتابين الأول اللامذكرات لمارلو والثاني كتاب الأزهار تورق داخل الصاعقة لحسين مردان ، وكنت أفترض إن الجنود ورجال السلطة لا يعرفون شئ عن هذين الكاتبين ، مما لا يثير الشكوك ضدي ، وأمر بسلام من بين حواجز وسيطرات كردستان الكثيرة والخطيرة والقاتلة ، طبعا لم أستطع أخذ ديوان سعدي خوفا من أن يشكل دليلا ضدي !!
في كردستان بذلت جهدا كبيرا لتجميع وتسجيل الشعر من الذاكرة ومن الأصدقاء والمراسلات مع قواعد الأنصار والأصدقاء في الخارج ، وبعد فترة من العمل و التسجيل والتذكر ، استطعت تدوين حوالي ستمائة قصيدة من الشعر العربي والعالمي ، في دفتر أنيق وضخم ومشهور بين الأصدقاء، وقد اضطررت إلى رميه في نهر عراقي على حدود دولة تكره الشعر أبعدنا إليها بالقوة ليعود إلى العراق ، وكان لشعر سعدي نصيب كبير في هذا التجميع الذي يعد ضخما في عزلة الجبل !!
كان سعدي حاضرا يوميا في جلساتنا المسائية الطويلة ، حيث يهبط الليل الثقيل في الخامسة ، ليل سديمي لا تستطيع أن ترى إصبعك من خلاله ، ليل طويل دون كهرباء أو تلفزيون أو أي شئ ترفيهي عدا الذاكرة وقصاصات ورق متناثرة ومتباعدة تتألق على ذبالة الفوانيس ، وصوت المدفعية التي يطلقها عريف من أبناء جلدتنا ، لكنه لا يعرف الشعر والطمأنينة ، ثم يبدأ نهوضنا الصباحي المبكر والانتشار تحسبا لطلعات الطائرات المغيرة !!
في تلك الأيام البعيدة عنا اليوم ، في ذلك الزمن الحجري القاسي ، كنا نقرأ / حين صافحتني / و/ نحن لم نحمل عل قمصاننا وجهك / و / الرايات / و/ النهر / و/ يا سالم المرزوق / و/ وكل الأغاني انتهت / و/ تكوين 34 وغيرها من عشرات القصائد الجميلة . إلى جانب ملحمة أمل دنقل لاتصالح الوصية!! وبعد كارثة بشتآشان قرأنا لسعدي إعلان سياحي لحاج عمران . وكنا نتذكر تحت جدارية فائق حسن ونبوءتها بالأيام الآتية بالدم والخذلان والفجيعة مرة أخرى جديدة !!
في كردستا ن ، وفي تلك التجربة الخاصة تجمع بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل من الشباب الأنصار ، وكان بينهم عدد كبير من الشعراء والفنانين والمثقفين من أصدقاء سعدي ومعارفه ، وقد أقامو أمسيات وقراءات شعرية كثيرة ، كما دارت أحاديث ونقاشات مطولة عن سعدي الشاعر والإنسان . إن سعدي كان موجودا بيننا وحاضرا معنا دائما . رغم عدم مجيئه إلى الجبل ، أو معايشة التجربة بسبب ظروفه الخاصة . وهي على العموم تجربة إنسانية واجتماعية نادرة ، رغم عيوبها ونواقصها الأساسية ، أردنا منها إنجاز المهام الكبيرة المطروحة أمامها ولم ننجح !! إنها تجربة هامة للعراق والنمطقة ، في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والإنسانية !!

2 – ملاحظات أخرى :
بماذا يحلم الشاعر عندما يطلق كلمته الأولى ، وقصيدته الأولى ، وديوانه الأول ؟؟ بماذا يفكر الشاعر ؟؟ ماذا يملك هناك في البدايات من أدوات فنية أبداعية ومعرفية ، وإشارات حسية للمساهمة في اكتشاف الأشياء ؟؟ ماذا عن العلاقة بالمحيط والتفاصيل الغائمة في بداياتها وتشكلها الأولي ؟؟ وماذا عن منجز الشاعر الأول ، خطوته الأولى في مسار غامض وطويل ؟؟ كيف يرصد المستقبل القادم حيث سيقف لاحقا ؟؟
هذه الأسئلة الأولية والأساسية تشكل محاولة لاستعادة تجربة طويلة وخلاقة أنجزها شاعر كبير وبارز . إنها أسئلة معلقة في هواء التجربة ومستوياتها المتنوعة ، وتطورها وجدلها الداخلي ، بعد أن أنجز الشاعر أسس مشروعه الخلاق ، وأستمر بالهدم والبناء بأزميل الشاعر والفنان القادر .
لقد قرأت سعدي يوسف في بداية السبعينات ، كما قلت في البداية ، وكان من القامات البارزة في الشعرية العربية الحديثة ، وهو من اللذين ساهموا في اكتشاف تقنيات جديدة في شكل القصيدة الحديثة ولغتها ومفردتها وبناءها الداخلي . مضيفا إلى لغة الشعر تركيبات لسانية جديدة ، مجددا في شكل القصيدة ، وله علاقة نادرة بالمفردة وموقعها ، حيث يضبط تماما مكانها ضمن البناء الدقيق لقصيدته الجديدة !!
لسعدي يوسف ذائقة موسيقية عالية تسللت بقوة وحضرت في موسيقاه الداخلية الفسيحة ، التي أصبحت أحدى سمات الشعر الحديث ، وهنا تستطيع أن تسمع وترى إيقاعاته المستمرة عبر تنويعات هارمونية تجمع كل الدرجات الحفيظة أحيانا والضاجة أحيانا أخرى !!
ولشاعرنا أيضا علاقة قوية ومعروفة باللون والتشكيل ، بدءها بعلاقتة الخاصة بالحرف ، مما يعطي لحساسيته الشعرية طاقة إكتشافية هائلة ، ولون خاص ، وعلاقة مرنة بالمحيط ، مهما كان منغلقا أو قاسيا ، انه مثقف لوني يرسم بالشعر !!
وسعدي يوسف شاعر البداية الكبيرة والجميلة ، على عكس الكثيرين من الشعراء الكبار لاحقا ، رغم بداياتهم الضعيفة والمتواضعة والتي لا تشي بمستقبل هام وكبير ومبهر ، ولاعن موهبة قوية كامنة . لقد بدء سعدي بداية هامة وجميلة منذ القرصان وقصائد ليست للآخرين و51 قصيدة ، ثم قفزته الهائلة في النجم والرماد ، التي حددت مشروعة الشعري وأفقه الواسع الرحب ، القادم مع الشعر ومن الشعر !!
ورغم إن سعدي جاء بعد جيل الرواد مباشرة ، بل كان لصقهم تقريبا ، فقد حقق موضوعة الإنجاز الخاص والتجاوز ، والبناء الجديد على ما بدءه الرواد . إن ما أنجزه سعدي هو إضافة إلى صميم الشعر والعملية الإبداعية الفردية . ولم تجعله الأسماء الكبيرة التي سبقته مقلدا أو مكررا ، أو ربما محبطا ، وهذا ما يحصل ويتكرر في حالات ومجالات الأدب والفن ، كالشعر والتشكيل والغناء ، حيث لا يكون التجاوز .
استفاد شاعرنا من ثقافته الموسوعية العربية والعالمية ، حيث درس وأطلع على التراث العربي والأدب العالمي ومدارسة المتنوعة والمتباينة ، كما استفاد من سفرة وترحاله الدائم ومنفاه الطويل ، ومعروف عنه بأنه قارئ مثابر ودائم .
عاصر سعدي وعايش عدد كبير من الشعراء والأدباء والمثقفين العرب والعالمين ، فقد عايش الجواهري الكبير والسياب والبياتي ومحمود البريكان والأسماء الكبيرة الأخرى ، وله علاقات شخصية وأدبية بعدد كبير من الشعراء والكتاب والمثقفين العالمين ، هذه العلاقة التي تشكل مصدر معرفي ونقدي ، كما تفيد في المنافسة والمقارنة والتعلم والتحريض على الإبداع ، في وسط أدبي متحرك وصاخب أحيانا ، كان لا يعرف الركود والمحدودية ، أنما هو مشروع إبداعي مفتوح ومتجدد ، لأنه مشروع مرتبط بالحياة!!
علاقة سعدي بأشكال الكتابة والفنون الأخرى متطورة وجميلة ، فقد جرب كتابة الرواية منذ بداية الستينات ، وربما فقد نصا روائيا بعد أحداث 63 الدامية ، وأصدر في السنوات الأخيرة رواية مثلث الدائرة ، وله علاقة راقية بالتشكيل والموسيقى ، كما قلت من قبل .
أخيرا أعتقد أن شاعرنا سعدي يوسف قد حقق مقولة المثقف العضوي ، حيث تطوره في مجاله الشعري وإنجازه لمشروعه المتقدم ، مع اهتماماته الفكرية والثقافية ، وانشغاله بهموم الناس الاجتماعية والتاريخية والسياسية ، التي يكرسها اليوم في موقفه الوطني الرائع والثابت من الأحداث والتطورات الجارية في الوطن !!
تحية إلى الشاعر الذي رأى !!