الشيوعي الأخير والبعثي الأخير كلاهما يدخل الجنة طباعة

Image أسعد البصري
في واحدة من أكثر المشاهد عارا في الثقافة العراقية
جمع أحمد عبد الحسين عصابته على صفحته
وأخذوا يكيلون الشتائم للشيوعي الأخير
أمثال وجيه عباس الذي لا يفرق
بين شتم سعدي يوسف و شتم عائشة بنت أبي بكر
يقيّمون شعرية سعدي يوسف
رغم أن سعدي لم يكتب قصيدة

هؤلاء لا يعرفون حتى كيف يقرأون سعدي يوسف
يتهمون سعدي بالطائفية كما تم اتهام السياب و الرصافي
ثلاثة شعراء سنة عراقيين واجهوا المد الشعوبي
ماتوا فقراء وحيدين ينخرهم المرض والنسيان
لم يتزوج الرصافي ولم ينجب و تمرد على الحكم الملكي
حتى مات في غرفة حقيرة
السياب رمز العذاب مات عمره ٣٦ عاما
لكنه كان يغمى عليه بسبب بصاق العراقيين الشعوبيين عليه
خصوصا بعد كتابته ذلك المقطع القومي الشهير في قصيدة المومس العمياء
لقد سبق لسعدي شتم القرضاوي
والربيع العربي فهل ذلك طائفية ؟؟
المثقفون الشيعة كانوا يعتبرون سعدي غبيا
لأنه شتم قطر والسعودية والقرضاوي والشيخ زايد والإمارات و عمان
كانوا يقولون عنه ( حمارا ) وكثيرا ما كانت أقلام بعض الشيعة المرتزقة
تهاجم سعدي في الصحف الخليجية دفاعا عن هذا وذاك من الخليجيين
وذلك للبراءة من سعدي والحصول على وظيفة 
أو نقود عبد الرزاق الربيعي مثالا
تماماً كما حدث للبعثي الأخير صدام حسين
كانوا يتهمونه بالعمالة لأمريكا والخليج
فلما اصطدم معهم تحالفوا مع الخليج والكويت
ودخلوا العراق على دبابة أمريكية
هذه ثالث مرة تكتب وتشتم سعدي يوسف وتتهمه في شعريته
هل حضرتك ناقد مثلا ؟؟ مثقف؟؟ شاعر؟؟
سعدي يوسف نشأ شيوعيا
بينما أحمد عبد الحسين نشأ غلاماً
لمؤسس فرق الموت باقر الزبيدي
وانتهى غلاما لقوميسيار الإحتلال فخري كريم
سعدي عنده كل العراق و الوطن العربي يحبه و يقرأ له
ليس بحاجة لعقولكم الطافحة بالمجاري والعملاء
الخيانة التي تجري في العروق
على أحمد عبد الحسين أن يدرك الحقيقة
ليس كل  مثلي جنسياً هو آرثر رامبو أو ميشيل فوكو
يكتب عبد الحسين :
(( هنا "فصيدته" الجديدة
وهي إضافة إلى كونها سخيفة من الناحية الفنية ،
فيها فائض كراهية وشعارات طائفية
وفهم للسياسة لا يعدو كونه فهم رجل أميّ جاهل.
تضامنه مع متظاهري الفلوجة
ليس مبرراً لكتابة هذا الكلام الرميم
يكتب سعدي:
أوّلِ مَن أفتى ، في الإسلامِ ، بِـنُصرةِ محتلٍّ كافرْ
السيستانيُّ الكافرْ
أوّلُ مَن أفتى في الإسلامِ ، بنُصرةِ جيشٍ كافرْ
السيستانيُّ الفاجرْ
مأواهُ جهنّمُ
بِئس مقّرٍّ ...))
أحمد عبد الحسين
يريد من سيد الشعر
الشيوعي الأخير سعدي يوسف أن يرد عليه
لا حبيبي لن تنال هذا الشرف حتى تموت
إذا تريد أكتب عنك مقالا ما عندي مانع
يعرف السيد عبد الحسين بأنني لا أتهمه كذبا
هو كان يقف بالساعات في باب توما بحثا عن مراهق 
يأتي به بلا حياء إلى مقهى المثقفين بدمشق مقهى الروضة
ولم ينكر  المثلية الجنسية بل  يعتبرها ( وهذا شأنه الشخصي المحترم) ثورة وثقافة
كان يقول بأن  المثليّة  جزء جوهري من الإبداع الشعري
فلماذا يكتب ضد الكبير سعدي لأنه لبس قرطاً مثلا
هل هو أخلاقي و محافظ ضد القرط و شتم السيستاني ؟؟؟
كيف تشتم مثقفا أعزل
شتم سلطة جبارة رمزية تاريخية
مقدسة و سياسية و اقتصادية و عسكرية مثل السيستاني ؟؟
هذه شجاعة تستحق التقدير
سعدي ينتمي إلى جيل الخمسينات من القرن الماضي
حيث أصدر المرجع الشيعي محسن الحكيم فتوى بهدر دم الشيوعي
وأفتى بالنص (( الشيوعية كفر وإلحاد )) لم تكن
في ذلك الزمان شتيمة محسن الحكيم قضية بالنسبة للشيوعي
حين لم تكن الشيوعية منافقة في ذلك الزمان الرائع
يقول سعدي إنه التحق بالماركسية لأنها فلسفة ترفض النفاق
فلماذا شتيمة السيستاني قضية خطيرة الآن ؟؟
ولماذا حضرتك تدافع عن السيستاني ؟؟
هل هو ضعيف ؟ فقير ؟ بحاجة إلى أتباع ؟؟
السيستاني يستطيع هدر دم من يشاء
هل نسيت كيف هربت بعد مقال البطانيات 
حين ذكرك وكيل من وكلاء السيستاني جلال الدين الصغير
الشيوعي الأخير سعدي يوسف يدخل الجنة
والسيستاني الفاجر مأواه جهنم ... ما رأيك ؟؟؟
حين شتم سعدي الربيع العربي بمقطع معروف لابد أنك قرأته
 سألته صحفية لماذا اخترت أن تعبر عن رأيك بقصيدة ؟؟ قال سعدي
 لم تكن قصيدة ؟؟ الخلل بالمتلقي كانت مجرد بيان .... هل تريدنا أن نعلم الشيوعي الأخير
 ونلقي عليه الدروس بدلا من أن نتعلم منه ؟؟؟ وإذا كنت تصدق كلام الطائفيين بأن سعدي
مواليد ١٩٣٤م وقد ( خرّف ) هذا غير صحيح سعدي متوقد و مدرسة مذهلة ورأيت كيف كتب قصائده
 الأخيرة العجيبة . السيستاني مواليد ١٩٣٠م وربما فعلا خرفان ولا يعرف
ما يدور حوله . سعدي لم يكتب قصيدة هل نسيت كيف يكتب سعدي ؟؟؟ البناء المعقد والفلسفة العميقة
 في سهل ممتنع ؟؟ ما زال قادرا على الكتابة بطريقته و بلاغته الوجودية ،... ؟ . ثم لو كتب سعدي
نفس هذا البيان عن ( حلبچة ) وشتم صدام حسين بدلا من السيستاني ألن يعجب
بها الجميع ؟؟؟ . لماذا قرأنا الثورة الفرنسية إذن ؟؟ أليس لأن هناك أبطالا قالوا للبابا بجلالة قدره كلاما بذيئا
 و شتموه في كتاباتهم ؟؟ هل تعرف من هو البابا في القرون الوسطى ؟؟؟السيستاني
 عنده قداسة البابا اليوم ..... عنده الجبروت
 والقوة والمال والعزة .... شيء رائع أن يشتمه شاعر بين كل هؤلاء
 الملايين الذين يقدسونه . ما هي المشكلة ؟؟ بالمناسبة
السيستاني يستطيع قتل شاعر أعزل مثل سعدي ولو كان في القطب الشمالي
 لو يشاء فلا أفهم دفاع المثقف عن جبروت عظيم مثل جبروت المرجع السيستاني .
تكلم الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بكلمة حكيمة، فقال الخارجي مشيراً
 إلى الإمام(عليه السلام): (قاتله الله من كافر ما أفقهه).
فهمّ أصحاب الإمام بالانتقام من ذلك الخارجي، فمنعهم الإمام
وقال لهم: (إنه سبّ بسب أو عفو عن ذنب) يعني أنه يحق لي أن أسبه
 في مقابل سبه، أو أعفو عن ذنبه، وأنا أولى بالعفو، فعفى عنه .
هؤلاء الذين يريدون قتل مَن يسب السيستاني و مقتدى الصدر الإمام عليّ
 بريء منهم . هؤلاء مجرد إرهابيين . نحن نسب كما يحلو لنا لأن الإمام قال
 إنما هو سبٌّ بسب ، فهل السيستاني أعظم و أكثر قداسة من الإمام عليّ ؟؟
يقول أحمد عبد الحسين إن سعدي ليس بشاعر
حسنا في الثالثة والثمانين من عمره كتب سعدي هذا النص قبل أيام
هل تستطيع يا سيد عبد الحسين كتابة نص كهذا ؟؟
(( أفُقٌ أبيضُ .الساحةُ الدائريّةُ بيضاءُ . سقفُ البناياتِ أبيضُ.
والشجرُ المتضائلُ أبيضُ .في البُعْدِ تبدو البحيرةُ بيضاءَ بيضاءَ .
حتى السياجُ الذي فقدَ اللونَ قد صار أبيضَ . ممشايَ أبيضُ.
شَعري الذي طالَ دهراً لأضفِرَهُ ... أبيضُ . الغـيمُ فوقَ
الـمَراكبِ أبيضُ .والورَقُ المتناثرُ في غرفتي أبيضُ . الضوءُ
أبيضُ.ذاكرتي تأفُلُ الآنَ ، بيضاءَ . لا نخلَ فيها ولا نهرَ ...
كلُّ النساءِ اللواتي مررْنَ على شرشفي، يرتدِينَ العباءاتِ بيضاَ.
سأبسِطُ كفّيَ بيضاءَ من غيرِ ســوءٍ . دمي أتخَـيّـلُُهُ أبيضَ.
القِطُّ ، هذا الذي يتربّصُ بالطيرِ ، أبيضُ . والطيرُ أبيضُ .
أغمضتُ عينيَّ حتى أرى ، مثلَ ما أنتَ ، دوماً ، ترى ...
*
أتَـقَـرّى المآذنَ في أصفهانَ : كأنّ لِـزُرْقَـتِها خُضرةَ البحرِ.
هل كنتَ في فاسَ ، حيثُ العباءاتُ تخرجُ زرقاءَ من جَـفْـنةٍ ؟
هل رأيتَ حديقةَ مُرّاكشَ : الزُّرقةَ الملَكيّةَ والشّوكَ ؟ فَخّارَ دَلْفِتْ ؟
عيونَ التي كنتَ أحببتَ يوماً بباريسَ ؟ زرقاء . زرقاء . إني أُحِبُّكِ
زرقاء . لوركا الذي قال: خضراء . خضراء . إني أحبُّكِ خضراءَ.
قُلْ : ما الذي يجمعُ الأزرقَ الفذَّ والأخضرَ ؟ الـمَعْشباتُ التي تتألّقُ
خــضراءَ عندَ السواحلِ ... إفريقيا . والأساطيرُ كانت تقولُ :
دمُ الأُسَــر الملَكيّةِ أزرقُ . لكنّ ماري انطوانيت ذاتُ دمٍ أحمرَ.
الغابةُ المطريّةُ تبدو من البُعدِ زرقاءَ . ما يرتديه الطوارقُ أزرقُ ...
قبلَ ليالٍ ثلاثٍ حلمْتُ بأنيَ أغرَقُ ما بينَ نهدَينِ. والبحرُ أزرق .
*
أنا في عدنٍ .
1986
كنتُ أرنو إلى جبلٍ كانَ يُسْمى حديداً . ولكنه اليومَ أحمرُ .
قد قال رامبو : أنا الآنَ أسكنُ في الفُوّهةْ .
ليتَ رامبو رأى ما رأيتُ !
الجحيمُ الذي كان في عهدِهِ خامداً ، لم يَعُدْ خامداً ...
كان أحمرَ في بهجة الإنتحار .
وفي صيف موسكو أسيرُ إلى الساحةِ . العلَمُ الأحمرُ المتألِّقُ منعقدٌ في الجبينِ.
وفي صيفِ بايجينغ لوّحتُ بالرايةِ الأمميّةِ : حمراء . حمراء . إني أحبُّكِ حمراء.
في 61
كان العراقُ الجميلُ سيُشرِقُ أجملَ
كان العراقُ سيُشرِقُ أحمرَ
كان العراقُ سيُشرِقُ
كان العراق ...
لندن 15.01.2013 ))

اخر تحديث الإثنين, 11 فبراير/شباط 2013 13:37