مياه الجنوب…كوكتيل من البول والخراء ودماء المستشفيات طباعة

طالب الشطري
حتى تعرف الخلطة العلنية لما سيشربه ابن الجنوب ابتداء من جنوب بغداد وصولا الى البصرة وقبل الدخول باي ارقام يمكنك وضع يد على راسك ( للمعقل) ويد على انفك وطل ببصرك على الانبوب الخارج من اسفل شارع النهر والذي يدلق منذ عام ١٩٨٠ وحتى هذه اللحظة سمومه حالكة السواد في نهر دجلة.
مضائفنا تقدم للعراقيين القهوة السوداء ذات الخيط المر المحبب لكل متذوقي البن في العالم وهم يملئون فناجيننا بالمياه السوداء كانها صديد جهنم.

لماذا نموت مبكرين في الجنوب بامراض السرطان والكلى والمثانة والتهاب الامعاء وتعمى ابصارنا وتتهدم اسناننا وتصاب عضامنا بالهشاشة ويموت اطفالنا وتتلوث ارضنا وتصبح غير صالحة للزراعة وتنفق حيواناتنا؟
تقول الارقام العلنية
ان عاصمة العراق التي كانت ترسل ابناء الجنوب للموت في برك الحروب ومحظوظ منهم من عاد بتابوت مهلهل على ظهر سيارة اجرة تلقي يوميا 850 000
متر مكعب من المياه الثقيلة وهو تعبير يعني فضلات البشر من بول وغائط و مياه الاستخدام اليومي من غسل وطهي ومن نفايات المصانع والمحال والمستشفيات (بما في ذلك نفايات الدم)  والدور بحيث ان النهر الذي يدخل بغداد ازرقا يخرج منها كتلة خضراء تميل الى السواد ليواصل طريقه متلقيا المزيد من الملوثات.
 عندما غرقت بغداد ببولها وخراءها اخذ الجنوب اجازة ولو قصيرة من مصائبها.
كان اهل بغداد يغنون ويرقصون فمدينتهم الوحيدة التي تعرف نظام الصرف الصحي في عموم العراق وكانت مدن الجنوب تتاسس
على ال سبتتنك اي حفرة الغائط التي نعيش فوقها داخل البيت او تطالعنا في الصباح بباب الدار.
كانوا على الدوام يقولون والله انتم اهل الجنوب طيبون وطنيون قلبكم على العراق وكما قال الله في وصف صدق المنافقين في الشهادة بنبوة محمد والله يشهد ان المنافقين
لكاذبون.
هل فكر البغداديون يوما بمواطنيهم في الجنوب؟
انظر يالها من معادلة
يوميا تستخرج ملايين براميل النفط من تحت مدن الجنوب فيما تعاد الى الارض النفايات بعملية يسمونها الطمر الصحي.
كيف توضع النفايات في باطن الارض ثم تسمى العملية طمر صحي؟
انهم يسممون المياه الجوفية في الجنوب ويسممون التربة مايعني اننا بصراحة نواجه عملية ابادة جماعية في المستقبل القريب فباقة الفجل او الكراث
سوف تكون مزهرية من السموم القاتلة.
لقد نهبوا اثارنا ونفطنا وكانوا قد اراقوا دماؤنا.
من هم؟
لاادري
المهم اننا ضحية
السرطان يتفشى في الجنوب
النظام الصحي غير مصم لمواجهة اي جائحة قد تضربنا
هناك تطورات اقليمية لابد ان تؤخذ التهديدات المائية فيها على محمل الجد مادام العراق عاجزا عن بناء نظام افراغ يشمل الصلب والسائل بما في ذلك
شبكة الصرف الصحي ولايمكنه التوقف عن القاء هذه الاطنان في نهر دجلة اقترح التالي
تنوي الحكومة رفع الكتل الكونكريتية التي تطوق احياء العاصمة مستقبلا وبدل ان تتحول هذه الكتل نفسها الى مشكلة
يمكن مدها مع نهر دجلة لتشكل برزخا بين المياه الاصلية للنهر ومياه المجاري بحيث يكون لدينا ثلاثة انهار في مجرى واحد
اثنان اسنان على الجانبين وواحد عذب في الوسط ثم في نهاية المجريين تجمع الاجسام الصلبة فيما يصفى الماء من خلال
حوضين على جانبي النهر حتى بتقنية استخدام القش والشوك والرمل والحصى.
هذه ليست كل القصة
فامامنا الانابيب التي تستخدم في شبكات مياه الشفة داخل المدن
لااحد يسأل عن المنشأ وعن الجانب الصحي للمواد الداخلة في صناعة الانابيب واتذكر جيدا ان الرصاص استخدم
كحلقات وصل بين الانابيب القديمة والرصاص مادة تسبب الجنون وتجعل الانسان يميل الى الجريمة.
ماذا تفعلون بنا ايها السادة؟
مالذي فعلناه لكم؟
النفط مقابل الماء على الاقل.
عجيب حظنا حتى الفرات عندما يصلنا يصبح ماؤه الفرات مالحا 
اننا تحت حصار النهرين
نهر يجري دماء المستشفيات وابر الزرق والضمادات وماتبوله او غاطه السيد البغدادي ابو جراوية وبين نهر يجري علقما..