كركيٌّ عادَ من الجبال ِ.. طباعة

ابراهيم البهرزيّ

لمْ تزلْ الجبالُ بَريدنا
رغم َ أنَّ السُعاة َ البَلدييّن َ
يُقتلونَ في وديانها
بسببِ اخطاءِ الصيدِ , كما يُقالْ ..
حالي يُمّا !
حالي بويا !

مِثلي تنتظرُ الكركي َّ
صَبيّة ُ (باب الشيخ ) في ظهيرة ِ حربٍ أولى
تعاتبني :
يا ابن َ العشيرة !
الا يشفع (هَجَعا ً ) غنيناهُ مَعا ً
عن هذا الترحيلْ ؟
حالي يُمّا !
حالي بويا !

صرتُ مثلَ تلك َ المغنيةِ الغجريّةِ التي تبحث ُ عن صدقٍ ضائع ٍ ...
ارفع ْ صوت َ المذياع ِ يا سائقَ الحافلة
طوالَ الطريقِ من( شقلاوة) الى مقبرة ِ (الفاو) العظيمة ِ
مُروراً بوادي السلام , وانعطافةٍ قليلةٍ لساحة ِ السباعِ ,
ارفعْه ُ عاليا ً
اريد ُان ْ الملمَ كلَّ اهلي الغَجر
لموكبٍ طويل ٍ
في ثمانينيةِ مقتلِ شمسِ المساكين
حالي يُمّا !
حالي بويا !

الافنديُّ على ناصيةِ مقهى الزهاوي
يطوي الجريدة َ
ويدلفُ الى الميدان ..
واعرّجُ للشط ِّ ,
وحينَ تجمعنا الظهيرة ُ ثانية ً
يَستدرك ُ :
لقد كبرتُ ..حتى انني قد نسيت ُ انها قد أُغلقَتْ !
فاواسيه ِ :
حتى الكراكي تنسى شواطئها !..
حالي يُمّا ّ
حالي بويا !

انت ِ من قلت ِ يا صديقتي
ايتها المتشوّفة ُ بقسوة ِ العيون ِ للآفاق ِ ,
انتِ منْ قلت ِ
فها انا كما ترينَ شبُه َ اعمى :
ان َّ كركيا ً وحيدا ً عادَ من الجبال ِ
وانه ُ قالَ لك ِ شيئا ً..

ولن ْ يَعنيني ما يَقول ْ
أنَّ كركياً مُنفردا ً عن السرب ِ
مُمكنٌ ان يقولَ كلَّ شيءٍ
وهو صادق ٌ في كلِّ ما يقولُ
لانه
لا يعدو انْ يكونَ نغلا ً
او غراباً
ولنْ يفهمَ ابداً
لوعة َ المغنية الغجريّةِ التي تنشدُ صِدقاً ضائعا ً
لنْ ينشدَ مثلنا يا صديقتي
حالي يُمّا ...........
حالي بويا ........