سعدي يوسف طباعة

قصيدة ادريس علوش

-1-
أَخَالُ-أَنَّهُ- سَهْواً
كَمَا فِي وَقْعِ نِسْبِيةِ الأَشْياءِ
نَسِيَ قِرْطَهُ الذَّهبيِّ المُشْتَهَى
في دُولاَبِ فُنْدُقِ"رِيتْزْ"
- في غُرفَتهِ الأَثيرةِ رَقْم20 -
وَلَمْ يأْبَهْ لِخَشَبِ المصْعدِ القَديمِ
ولإحْدى وعشْرينَ دَرَجة
منْ رُخامِ روما
اَلْمَابَيْنَ حَرْبَيْنِ

ومَضى مَزْهُوًا-هَكَذا-
ليَسْتَكْشِفَ سِرَّ المتوَّسِطِ
وَأَبيضَ عُبَابِ المِلْحِ
وبحر البَّرْزَخِ الآسرِ
للضِّفَةِ الأُخْرى
وَلغرْقَى بِلَا صَدْرياتِ نجاةٍ
وَمَوْتى بِلاَ شَواهِدَ
وَأَحْلام سَواعِد كَثيفةٍ
تَشظَّتْ بَيْن مَوْجٍ
وَأَكْثَر مِنْ مِجْدافٍ
وأَخْفَتْ سِعَةَ دَمْعةٍ
سَكَنَتْ فِي مَقابِر مِنْ ماءٍ
واحْتَفَتْ بِ"كُورالِ"
مَعْزوفَةِ الحَزانَى
والغُرَباءِ..

-2-
"مَقْهى الحَافَة"
كَانَتْ دَليلَهُ نَحْوَ
قُرْصِ شَمْسٍ مُدْمَجٍ فِي حُلُمٍ
وَحُمْرَة شَفَقِ عَلَى أُفولٍ
كَأْسُ شَايٍّ
وَأَرْبَع نَحْلاتٍ
وَسَبْعةَ عشَرة صُورةٍ للذِّكْرى
وأُفُقٍ أَزْرَقَ فَيْروزيِّ المدى
وَحَواشي طَيْفِ أَنْدلُسٍ كَانَتْ
هِيَ مَا تَبقَّى مِنْ رمادِ مَراكِبِ
"طَارق بْن زياد"
وَشُرفَاتِ "طريفة"
 التِّي اسْتضاءَتْ لَأَلِئَ
سَاعةَ المغيبِ
"وَفي الأَقاصِي
أُغْنيةٌ فَرِحَةٌ لِفجْرٍ خَالصٍ" *

-3-

"تَغيَّر العَالمُ
 بِمَا لاَ يَكْفِي"
مَا هَمَّ رَفِيقي
والْتَبَسَ عَلى قَيْدِ الأَحْيَاءِ
ورُفَاتِ الموْتَى
وَأَوْتَادِ أنْصَافِ الرُّحَّلِ
 وَسُعاةِ الجَريدِ
وَلمَ تَتَغيَّرْ سُحْنةَ قَصِيدَتهِ
وَفِيَّةً ظلَّتْ لِأَحْصِنَةِ دَقَّاتِ القلْبِ
وَأشْرعةِ يَسارٍ مُمَانِعٍ
لِشَرَكِ تَصدُّعِ "عّوْلَمَةٍ"
مُولعةٍ بأشْباحِ الرَّأْسُمالِ
واسْتِهَاماتِ فائِضٍ
لَمْ تَسْتوعِبْهاَ قَسَماتُ الأَرْضِ
وظلّتْ مُعلَّقةً في حَواسِبِ الهواءِ
لَمْ يُطِلِ البَقاءَ
لَسْعةُ برْدٍ اسْتفرَدَتْ بِالمكَانِ
ذَكَّرتهُ بانْزِياحِ تمَاسٍ
مَع شُعراء مِنْ شمَال إفْرِيقْيا
مُولَعينَ بأَسْرارِ
فَكِّ أَزْرارِ لَمَعانِ الكأْس
وَدَوالي مُشْرئِبَةٍ
تهيمُ في قَميصِ حَفِيفِ المعْنَى .

العرائش- طنجة/دجنبر 2011-يناير2012

*مقطع من قصيدة للشاعر الاسباني انطونيو ماشادو

شاعر من المغرب
عنوان البريد الإلكترونى هذا محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تفعيل الجافا لتتمكن من رؤيته