حول فيلم " الأخضر بن يوسف " لجودي الكناني طباعة

فاروق داود

عزيزي جودي
شكرا مرّة ثانية على الهدية الرائعة

والمشاهدةالثانية ......... كانت اكثر متعة .. واعتقد ان هذا هو دور العمل الفني .. الأمتاع الواهب للمعرفة وللرقي .
كثير من الأعمال تشاهد لمرة وانتهى الموضوع .. قد تبقى في الذاكرة بعض الومضات ..

لامجاملات .. ولا ولا
وكما قلت دائما ان الفيلم او السينما .. وبالذات الفيلم الوثائقي , ومهما كانت التسمية وفي اي خانة وضعناه
ان يكون فنا ,يجب ان يكون ممتعا ..الوثائقي دوره ليس فقط نقل معلومات , واليوم وباسرع من سرعة الصوت
تقوم بذالك وسائل الأتصال الحديثة ..

هذة المرة الثانية .. لقد جاءت نهاية الفيلم سريعا .. كنت اريد المتابعة .. شعرت اني امام الفصل الأول ..

هل هو خريف يرحل , ام طفولة لاتلبث ان تشب ثم تتحول الى ذاكرة تتوحد مع الأبدية ..
ام هو السقوط الذي نشهده بعد منتصف الفيلم , الأحتلال الحرب قصائد سعدي يوسف ..ام السقوط المعنوي
للشيوعي الأخير ..ربما.. انه كل هذا.. ولهذا اسميه بالأمتاع .. ألم نعرف .. بان انا افكر اذا انا موجود ؟

طقس جنائزي لكنه مفعم بالرومانسية ..هكذا قالت اللقطة ..الكلمة ..الموسيقى ..

ديناميكية العدسة الواسعة , رومانسية الموسيقى بمسحة جنائزية ..الكلمة القصيدة العنيفة بموسيقاها حياكتها
وقع الكلمات وابعادها..

اتحدث كانطباع عام .. واتطرق الى بعض حرفيات الفيلم .. كيف تلقيت انا ..انا .

احد هذه العناصر لايعطي لوحده الأنطباع الذي اتحدث عنه ..

انه تاثير التتابع ومن ثم تاثير المجموع ..هناك نوع من البناء المتناغم او المتجانس .. وحدة واحدة (الى حدود جيدة..)
الموسيقى جميلة ولذيذة ولكن هدفها هنا وجماليتها في المكان والزمان الفيلمي .. استخدام موفق جدا .. مؤثر
..( لكن اعتقد انه كانت مساحتها في الفيلم كبيرة او طويلة..) ..

واحسست عند مشهد القراءة من شاشة الكمبيوتر .. ان هناك كان يجب ان تكون المؤثرات الحية فقط او على
الأغلب .. وكأن كثر استخدام الموسيقى ..

تذكر انني قلت سابقا ان هذا العمل هو نوع من المغامرة او تحدي , ذالك انه يتناول شخصية صعبة شكلا ومضمونا
.. ليس من السهولة التحرش به سينمائيا ..لكنك طلعت من جرخهة
.
أجد ان هناك ذبذبات وجع مشوب بمسحة حزن لاادري كيف اعبر عنه .. اقول ان الم المبدع يدفعه الى عطاء والى فكر وفن .. الى فرح ..
ولهذا نجد وبعد معاناه الشاعر الطويلة وهو يتحدث عن اكثر من ثلاثة ارباع القرن.. عن الغاء فكرة معاناة المنفى
ويستبدل ذلك بفكرة التوطين .."اممية".., ويعتبر ان الحنين عدوا..
في هكذا فيلم نتعلم ان بساطة الأنتاج والكلفة المتواضعة لآتعني انتاجا هابطا.
نعم لدي بعض الملاحظات التي يقال عنها عادة سلبيات العمل .. ولكنها تتلاشى امام روعة هذا الفيلم .
اعتقد باننا سنتحدث كثيرا حول هذا الفيلم في فرص عزيزة قادمة ..ولأني يجب ان اغادر المكان فورا ..
تحية حب وتقدير
فاروق داود
صانع افلام