يا آخر الشرفاء في أرض العراق طباعة

 محمد ديبو

يا كَنْغَرُ ؟
ماذا تفعلُ في المنفى؟
وما فَعَلَ المنفى بك َ؟
أما زلتَ على شوقٍ للبصرةِ أم أنَّ البصرةَ تشتاقُ لكَ ؟
***
يا كَنْغَرُ ؟
أما زلتَ تُقَاوِمَ كلَّ وطاويط السلطةِ والنفطِ
لِتَبْحَثَ عن ثقبٍ تنفذُ منه الشمسُ لبغدادَ ؟
يا كَنْغَرُ ؟
من أي خواصر حزنٍ يأتيكَ الشعرُ لتكتبَ من منفاكَ خبايانا
وتكتب أحزانَ أرامِلنا
وبكاءَ أسرتِنا
وضيقَ منافينا بنا في الشامِ وبغدادَ وعمانا ...!
ولوعة أمٍّ تلعن رحماً أنجبَ زنديقاً جابَ الأرضَ
 وجاءَ بجنديٍ كي يحفرَ للطاغيةِ القبرَ ؟!
فصارَ القبرُ : عراقْ !

 ***
آه يا كَنْغَرُ ..
يا آخِرَ "أحمر" في الأرضِ
ماذا تكتبُ في منفاكَ بلندن ؟
أتكتبُ عن رفقةِ سوءٍ خانوا "بيانَ " العمالِ على جسرِ الكرخ ِ !
باعوا الشهداءَ بحذاء "اليانكي "،
مَسَحوا "طيزَ " قحابهم بكتابِ " العملِ" اللينيني
بعدما جَفَّت أنهارُ الثورةِ !
***
 من لندن ...
ماذا تكتب ؟
يا آخِرَ شرفاءِ الأرضِ ،
فرفيقكَ "نوابُ " في الشامِ يغيب ..
من لندنَ للشام ِ
بُعْدُ مسافاتٍ يقصّرها
دفءُ رفيقينِ
دفءُ شريفينِ
دفءُ قصائدَ لم تتلوثِ بدماءِ النفطِ
وحيضِ "عراقِ التحريرِ" المزعومِ !
***
نم يا آخِرَ شرفاءِ الأرض ِ ..
نَمْ ...
ليحملكَ الشعرُ لبغدادَ ودمشقَ وكأسِ العرقِ
المطلي بماءِ أمومتِنا ..!
نَمْ ..
يا آخِرَ فقراءِ الأرضِ
نَمْ يا آخر "أحمر" لم يتبرَّأ من ماضيهِ ؟! 
ومن حزنِ عيونِ عراقي مرمي بين الطعنةِ والطعنةِ
لم يتبرَّأ من دفءِ امرأةٍ أسْمَتّه ُ"الشاعرَ"
وسمّاها : عراقْ !

المصدر ــ ألف

اخر تحديث الأربعاء, 01 شتنبر/أيلول 2010 14:23