ســعدي يوســف بَـدْلــةُ العاملِ الزرقــاءُ على مقاســي كانت البدلةُ ! حتى أنني لم أختبِرْها لحظةً في غرفةِ التجريبِ ... كانت بَدلتي حقّـاً ... وها أنا أرتديها ؛ لا أفارقُ قُطْــنَـها الـمُزْرَقَّ حتى في الفراشِ ! تقولُ صديقتي : ما أنتَ ؟ عُمّالُ المدينةِ لم يعودوا يلبسونَ البدلةَ الزرقاءَ ... عمّالُ المدينةِ لم يعودوا يَدَّعونَ بأنّهم يُدْعَونَ عمّالَ المدينةِ ! أيها المجنونُ حتى في الفراشِ ، البدلةُ الزرقاءُ ؟ هل تُصْغِي إليّ !
لندن 19.05.2008 يومٌ مُشْمِسٌ ألْصِقْ ظَهرَكَ بالأرضِ ، ودَعْ معطفَكَ الصوفَ يفارقْكَ ... ربيعٌ في الأرضِ العشبُ نديٌّ من أمطارِ الليلِ وبين الأشجارِ نسيمٌ وروائحُ أزهارٍ وطعامٌ للنحلِ وظَهرُكَ ملتصقٌ بالأرضِ ... غيومٌ بِيضٌ ، جُزُرٌ تتحرّكُ ، هادئةً ، في بحرٍ أزرقَ . ظَهْرُكَ ملتصقٌ بالأرضِ ... الشمسُ الباردةُ اختارتْ أن تتدفّأَ : ألصِقْ ظَهرَكَ بالأرضِ ... لقد كنتَ ، قديماً ، تُلصِقُ ظَهرَكَ بالحائطِ خوفَ رصاصاتٍ . خوفَ بلادٍ ما . خوفَ مخالبَ . أمّا اليومَ ... لندن 04.06.2008 نـهارُ أحدٍ ملتبسٌ منذ انتصافِ الليلِ بين الريحِ والمطرِ الـمُقَعْقِعِ والسريعِ وبين زائرةٍ مهفهَــفةٍ بأحلامي وأخرى كان هذا اليومُ يأخذُ شكلَــه ، ليصيرَ ملتبساً رحلتْ إلى ما لستُ أدري ، جارتي وتَجَنّبَ العصفورُ نافذتي وتَحَصَّنَ السنجابُ عبرَ الســورِ لا مطرٌ ولا صحْوٌ ســماءٌ ترتدي الأسمالَ من قُزَعِ السحابِ الأبيضِ الـمُـرْمَــدِّ والأشجارُ صامتةٌ سأنتظرُ التي قالتْ : سـآتي اليومَ حتماً غيرَ أن اليومَ ملتبسٌ ورُبَّـتَــما أرادتْ واحداً غيري يُضاجِعُها نهاراً ……………… ……………… ……………… !إنّ هذا اليومَ ملتبسٌ لندن 22.06.2003
|