نوافذ طباعة

سعدي يوسف

ها !

ها !

ها !

ها !

الزجاجُ المُضاعَفُ في منزلي

صارَ كلَّ النوافذِ ...

جاؤوا خِفافاً ، بسيّارةِ البلديّةِ

ثمّ اعتلَوا ، مثل جِنٍّ ، سلالمَهم

هكذا استبدلوا ، بالزجاجِ البسيطِ القديمِ ،

الزجاجَ الـمُضاعَفَ ...

قالوا سلاماً

وعادوا بسيّارةِ البلديّةِ ...

ها أنذا الآنَ في منزلي ذي الزجاجِ المضاعَفِ

منزلِ الغابةِ المطمئنّةِ

في قريةٍ بالضواحي ...

*

يهطلُ المطرُ الآنَ

أمضي إلى النافذةْ ...

غيرَ أنيَ لا أسمعُ المطرَ ،

المطرُ ، الآنَ ، خلف الزجاجِ المضاعَفِ ،

أُبصرُهُ :

القطَراتِ الكبيرةَ

والرقصةَ الحُلْمَ في الريحِ ...

لكنني خلف هذا الزجاجِ المضاعَفِ

لا أسمعُ الكونَ  ...

كيفَ ، إذاً ، سوف أسمعُ نفسي ؟

*

العصافيرُ ، تأوي إليّ

العصافيرُ منزلُها منزلي

وعلى شفتي منطقُ الطيرِ  ...

لكنني الآنَ ، عبر الزجاجِ المضاعَفِ

لا أسمعُ الطيرَ

والطيرُ ما عادَ يسمعُني ...

.................

.................

.................

قد تقولُ  : البصَرْ ...

حسناً

كلُ شيءٍ بدا غائماً

عبرَ هذا الزجاجِ المضاعفِ ؛

*

لمْ تَبْقَ إلاّ البصيرةْ !

 

لندن في 20.06.2020