مـخزنٌ شعبيٌّ في الحارة الكَنَديّةِ طباعة

سعدي يوسف

بينَ حانةِ مستضعَفينَ ، ومغسلةٍ للملابسِ مهجورةٍ من زبائنِها

يتمدّدُ حوتٌ عجوزٌ ،

وفي جوفِهِ كلُّ ما خَلَقَ اللهُ من عهدِ نوحٍ :

لِباسُ النساءِ الذي لا يُرى عادةً ،

ومعاطفُ من جِلْدِ مِعزى

 

وأحذيةٌ تتعفّنُ في نومِها

صحونٌ من الأمازونِ البعيدِ

ومُحتفَلٌ من كؤوسِ نبيذٍ ستُدْمي شِفاهاً ؛

قدورٌ على الكهرباء ، مرضرَضةٌ

وآلاتُ طبعٍ مضتْ منذُ قرنٍ ونصفٍ وأكثرَ ...

أوراقُ تقديمِ شكوى إلى الشرطةِ الكنَديّةِ

بِضْعُ أرائكَ ناصلةِ الجِلْدِ ،

قمصانُ صوفٍ مرَقّطةٌ ...

...........................

...........................

...........................

سوفَ تأتي القِحابُ الفقيراتُ كي يشترينَ سراويلَ جينزٍ

مرايا ،

وأقراطَ ليلٍ مزيّفةً ...

*

في الظهيرةِ تستقبلُ الحانةُ ، التائهينَ

ورائحةَ الثلجِ

والقهوةِ الـمُرّةِ ؛

الريحَ عبرَ صخورِالبحيرةِ .

.......................

.......................

.......................

يأتي المساءُ ، ثقيلاً ، كما كان يأتي .

القناديلُ تخفُتُ .

لن يمرقَ النورسُ .

.......................

.......................

.......................

الحوتُ يرقدُ .

 

تورنتو    04.04.2014