القصيدة الرابعة عشرة طباعة

سعدي يوسف

لو أنّ هذا الشجرِ الواقفَ آلافاً

و آلافاً

على امتداد السككِ الحديدِ

أو مَسالكِ البريدِ

استيقظَ الغبشة، من سُباتِهِ ...

لو أمرَ العروقَ أن تنتأَ،

 

و الجذورَ أن ترفعَ من قاماتها،

و النُّسغَ أن يمضي بعيداً و عميقاً،

هكذا...

و الورقَ الذابلَ أن يخضَرَّ

و المُسَّاقِطَ اليابسَ أن يَحْمرَّ في أغصانهِ

لو أنّ هذا الشجرَ استنكرَ أن يمتثلَ اليوم، فقطُ ، للدورةِ

الحَتْمِ،

و لو سارت صفوفُ الدَّوحِ

و انشقّتْ على ما تقتضي غاباتُها...

كيف سيغدو العالَمُ؟

الناسُ؟

و ألوانُ السماءِ/ الأرضِ؟

هل يأتي المغنّون لكي تنطلقَ البوقاتُ؟

هل يَحكم قردٌ مثل ما كان رعاياهُ؟

و هل تنفتحُ الأبوابُ، كي يخرج منها الذاهلونَ؟

......................................

......................................

......................................

امتثلَ العقلُ، أخيرا، للجنون

 

10/01/2000

Exeter- London

"اقتنصت عدسة المخرج السينمائي والكاتب العراقي قاسم حول صورا نادرة للشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف في أمسية شعرية احتضنتها العاصمة السورية دمشق في العام 1982. ظلت هذه الصور حبيسة ألبوم المخرج المخضرم طوال 39 عاما ماضيا، قبل أن يهديها لـ"العالم الجديد" في يوم رحيل، يوسف".

اخر تحديث الثلاثاء, 11 يناير/كانون ثان 2022 08:42