معروف الرّصافــيّ طباعة

سعدي يوسف

أتذكّــرُ تمثالَكَ في الساحةِ ضخماً وثقيلاً

مثل تماثيل الكولومبيّ الواخِـزِ : بوتيــرو …

لكَ أن تتعالى في الساحةِ

أن تُعلِـنَ وقفتَكَ …( النحّـاتُ ذكيٌّ )

لكَ أن ترفعَ عينيكَ

وأن تترفّــعَ …

ألاّ تبصرَ تلكَ الأعوامَ الخمسينَ :

الضبّـاطُ شــريفيّــونَ

الوزراءُ شــريفيّــونَ

الشعراءُ شـــريفيّــونَ

صحافيّــو كلِ سِــخامِ الورقِ المدفوعِ شــريفيّــونَ

النوّابُ الأوباشُ شــريفيّــونَ

وحرّاسُ ملاهي بغدادَ ، وحاراتِ دعارتِـها ، والتاجِ  ، شــريفيّــونَ …

ولكنّك ، تسندُ ظَهرَكَ للحائطِ :

أنتَ تبيعُ سجائرَ لن يتنشّــقَها أحدٌ  ، في الفلّــوجةِ  …

أنتَ تؤلِّفُ عن شخصيّـةِ  مَنْ أســمَـيناهُ نبيّــاً

أنتَ تُبَـلشِفُ

تكشِفُ

تكتشفُ العُــريَ صريحاً ،

وتقولُ …

…………………….

…………………….

…………………….

لنا أن نتباهى بكَ في الساحةِ

يا معروفُ !

لنا أن نستقبلكَ اليومَ رفيقاً …

أمّــا أنتَ فمن حقِّكَ أن تشتمَــنا

من حقِّكَ أن ترفعَ عينيكَ

وأن تترفّــعَ عنّــا ،

أن تتعالى في الساحة…

من حقِّكَ  أن تحسبَ كلَّ الضباطِ

وكلَّ الوزراءِ

وكلَّ النوابِ

وكلَّ الشعراءِ

وكلَّ حُماةِ بيوتِ دعارةِ بغدادَ …

ومنطقةِ التاجِ الخضــراءِ

شَـــريفيّــين !

 

لندن         9/5/2005

اخر تحديث الثلاثاء, 29 أكتوبر/تشرين أول 2019 06:46