أربع قصائد من البنْد عن الطبيعة طباعة

سعدي يوسف

طبيعة

سماءٌ من رصاصٍ

أمطرتْ يومَينِ متّصلَينِ ،

ثمّ تنهّدتْ ، لثلاثِ ساعاتٍ

وعادتْ تمطرُ ...

الطيرُ اختفى في الدوح ،

والسنجابُ لاذَ بِغارهِ المجهولِ

ليس سوى حَمامِ الدّغْلِ ...

إن حديقتي تمتصُّ رِيّاها لعامٍ كاملٍ ،

وأنا السعيد !

 

لندن في 27.09.2019

 

طبيعة 2

بقايا من أعاصيرِ المحيطِ الأطلسيّ

بلغْنَ بيتي في الضواحي ...

أنتَ تخشى أن تغامرَ أنْ تُطِلَّ دقيقةً

من فتحةِ البابِ ؛

المحيطُ الأطلسيُّ يدقُّ بابَكَ

بَلْ سيدقُّ رأسَكَ إنْ فتحتَ البابَ ...

فاهدأْ

سيِّدي سعدي !

أَقِمْ في الغرفةِ العُلْيا سعيدا ...

 

لندن في 27.09.2019

 

طبيعة 3

كأني أبصِرُ الأوراقَ ، آنَ تطيرُ في المشْتى

عصافيرَ ...

العصافيرُ التي قُدّامَ نافذتي تَخاطَفُ

صرتُ أُبصِرُهُنَّ

أوراقاً ...

فهل أنا غافلٌ ، ومُدَوَّخٌ ؟

أَمْ أنّ مكنونَ الطبيعةِ واحدٌ

كالطيرِ

والأوراق ؟

 

لندن  في 28.09.2019

 

طبيعة  4

تهبُّ الريحُ ...

لكنْ مَن يُحِسُّ بها ؟

الثعالبُ ...

دوحةُ الزانِ النُحاسيّ

الحشيشُ

الطائرُ الكُرْكِيُّ ؟

لا أدري ...

الأمورُ كما هيَ :

الناسُ ارتضَوا أن يقْبَعوا رهناً لمحبسِهم ...

تهبُّ الريحُ ؟

دعْها !

نحن في مَنجاةِ منزلِنا من الريح !

 

لندن في 28.09.2019

------------

ملحوظة : هذه النصوص الأربعة  ، هي من محاولتي  استخدام " البند "

في توسيع دائرة الأشكال الشِعرية القابلة لاستقبال التحديث.

أنا الآن عاكفٌ على عمل شِعري يضمّ خمسين بنداً ، ويصدرُ قريباً.