درويشٌ بالباب طباعة

شِعر : جلال الدين الرومي
ترجمه عن الإنجليزية : سعدي يوسف

دقَّ درويشٌ على باب منزلٍ

طالباً  كِسْرةَ خبزٍ يابسٍ

أو طريّ .

قال رَبُّ المنزل : " المنزلُ ليس مخبزاً ".

"إذاً ، هل لي بغُضروفةٍ ؟ "

" هل  يبدو المنزلُ مَقْصبةً ؟ "

" حفنة طحين ؟ "

" هل سمعتَ رحىً تدور ؟ "

" شربة ماء ؟ "

" هذا ليس بئراً " .

*

كلّما طلبَ الدرويشُ شيئاً

أجابه الرجل بمزحةٍ سمِجةٍ

ورفضَ أن يعطيه شيئاً .

*

أخيراً ،  اندفعَ الدرويش ودخلَ المنزلَ

رفعَ ثوبَه ، وأقعى

شأنَ مَن يخْرأُ ...

*

ما هذا ؟ ما هذا ؟

" اهدأْ ، أيها البائسُ . الخلاءُ خيرُ مكانٍ يقضي فيه المرءُ حاجتَه .

ليس في المكان شيءٌ حَيٌّ ، أو شيءٌ يحْيا به الإنسانُ

ولهذا فهو بحاجةٍ إلى سماد " .

ثم بدأَ الدرويشُ لائحةَ أسئلتِه وأجوبتِه :

أيُّ طيرٍ أنتَ ؟ لستَ صقراً مدرَّباً ليدٍ مَلَكيّةٍ .

لستَ طاووساً مُــفَوَّفَ الألوان .

لستَ ببغاء ناطقةً لمكعّبِ سُكَّرٍ .

لستَ بلبلاً يغَنِّي مثلَ عاشقٍ .

لستَ هُدهداً يأتي من سُلَيمان بنبأٍ .

لستَ اللقلقَ الذي يتخذُ عُشّه على السفح.

ما الذي تفعلُهُ ، بالضبْط ؟

أنت من خِلْقةٍ مجهولةٍ .

أنت تُـطْلِقُ عباراتٍ سمجةً

كي تحتفظَ بما تملكُ ، لنفسِكَ .

*

لقد نسِيتَ  الواحدَ الأحدَ  الذي لا يكترثُ بما يُـمْــــــلَكُ ،

الذي لا يريدُ رِبْحاً من التعاطي مع البشَر .

 

تمّت الترجمة في لندن بتاريخ 26.03.2019