فى بيزنطة طباعة

سعدي يوسف

هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي

فى حارةِ الوثنيّين ؟

منذ اثنتى عشرةَ امرأةً كنتُ عاشرتُهُنّ

لم يقُلْ لى : سلاماً ..

أحدْ !

لم أُصادِفْ تحيّةَ عيدٍ

ولم يبتسمْ لى أحدْ .

هل أكونُ، المسيحيَّ، وحدي

فى حارةِ الوثنيّينَ ؟

رُبّتَما ..

غيرَ أنى رثَيتُ لهم

بل ذرفتُ دموعاً لهم

للضعافِ

ومَنْ، هم، مدى الدهرِ، مستضعَفون .

ذرفتُ دموعاً لهم

ذرفتُ دموعاً لهنّ

النساءِ اللواتى يبِتْنَ بغيرِ حساءٍ

وللواردينَ إلى ساحة السوقِ، سعياً، حُفاةً، بلا موردٍ

للصبايا البغايا

وللسائرين إلى حتْفِهم فى الظلام .

***

لن يجيءَ أميرُ السلام

ليُنقِذَ بيزنطةَ ..

الحارةُ الوثنيّةُ، راضيةٌ بالظلام ..

 

لندن 10.12.2015