إنه يحيى طباعة

سعدي يوسف

راياتُ يحيى ، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقات

يحيى في البراري

في قطرة الماء التي انسكبتْ على قدمَين

وانسربتْ بأفئدة الصغارِ

راياتُ يحيى تعْبرُ الأنهارَ والطرُقَ التي اكتظّتْ

وتدخلُ في مَنازعِنا ، مضرّجةَ السِّرارِ

من بيت ابراهيم

من عبد الرحيم

وماءِ رام الله تأتينا :

أغزّةُ هاشمٍ في البرقِ ؟

أمْ هذي كتائبُنا ، مدجّجةً ، تلوحُ مع الدراري ؟

*

رايات يحيى  ، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقاتِ

يحيى في المخيّمِ

يرفعُ الأرضَ التي احتقنتْ

ويدحوها ، ويَبْرأُها ، ويقذفُها بوجه النار

يحيى يُنْبِتُ الأحجار

يجعلُ من سواعدِنا مقاليعَ النبُوّةِ

من أصابعنا دمَ الثوّار.

*

راياتُ يحيى ، ثوبُكَ المنخوبُ بالطلَقات

يحيى في الشوارعِ

دِرْعُهُ كوفيّةٌ رقطاءُ

وثْبتُهُ بُراقٌ أزرقٌ

وسماؤهُ صفراء ...

يا لَفْحَ الفُتُوّةِ ،

أيها الجمرُ الذي لا يغتذي إلاّ بهذا الجمرِ

يا ولَدي :

سلاماً أيها المتقدِّمُ القُدّوسُ

يا ملِكاً يسيرُ مُخَضّبَ الراياتِ

يا يحيى

سلاماً ...

خُذْ ، كما تهوى ، الشوارعَ ،

خُذْ بلادَ الله مملكةً

فلسطيناً

وخُذْنا ...

 

نيقوسيا 26.01.1988

اخر تحديث الأربعاء, 14 نونبر/تشرين ثان 2018 17:58