سونيتات اليمَن الثلاث |
سعدي يوسف (1) حضرموت لو لم يكُنْ في حضرمَوتَ ، مُكَلاٌّ ، لَظللْتُ كالأعمى إني أسيرُ البحرِ ، أمضي بين مُضطَرَبٍ وأمواجِ أنا لستُ في الوادي الذي صارتْ خُرافةُ مائهِ سُمّا سأبيتُ عندَ شِبامَ ، حيثُ الطينُ أبْراجي ... * لكنني سأعودُ : لي في حَضرموتَ ، ممالكُ سوقُ النساءِ ، ومَنْشَفُ التّبْغِ الـمُـمَـسّكُ ، والغِناءُ أنا لن أقولَ بأنني في حُبِّ عبْلةَ هالِكُ إنّ الـمُكلاّ بيتُ جَدِّي ، والقوافلُ ، والحِداءُ * لم يبْقَ للسلطانِ قَصرٌ . صارَ مُرتبَعَ " الطّلائعْ " كانوا أرَقَّ ... كأنّ قِشْرَ الخيزُرانِ قوامُهُم لكنهم يمشون تحت الرايةِ الحمراءِ ، مثلَ بناتِ " يافِعْ " يا مرحباً ، هي حضرموتُ ،سِباخُهُمْ ، وشِبامُهُم * مَنْ قال إن القومَ في عدَنٍ سكارى ؟ في حضرموتَ ، اليومَ ، لن يأتي النصارى ...
لندن 20.03.2018
(2) "جَنْبيّةُ" القُضاة لستُ أدري : تفضّلَ عبدُ العزيز المَقالِحُ ، يوماً علَيّ ، بجَنْبيّةٍ للقُضاة ْ! هو يَعْلَمُ أني ارتقيتُ " النّقيلْ " لأبلُغَ صنعاءَ ، من عدَنٍ ... هو يعرفُ أنّ الحُفاةْ أسْرَعُ مَن يَبْلُغُ المستحيل ْ. * ألهذا ، سأحملُ جَنْبيّةَ اليمنِ ، الدّهرَ ، حتى أعودْ إلى جبلٍ ، فيه ألقى النسورَ ، التي هيَ حِمْيَرُ ، والوالدةْ ؟ ألهذا تسلّلْتُ ، عَبْرَ الحدودْ لأُلقي السلامَ على الهضْبةِ الصامدةْ ؟ * هي ، جَنْبيّةٌ للقُضاةِ ، ولكنّها ، الآنَ ، جنبي هي ، عبد العزيز المقالحُ ، صنعاءُ ، واليمنُ الأوّلُ هي ذَرْقُ النسورِ التي حملَتْ إمرأَ القيسِ والمتنبي هيَ أشرفُ ما نحملُ ! * فلْأقُل لِمرابِعِ حَجّةَ : أنتِ البدايةْ والبدايةُ ليس لها مِنْ نهايةْ !
لندن 20.03.2018
(3) Rimbaud Beach شاطيء رامبو لا يَبْعُدُ " شاطيءُ رامبو " إلاّ مِيْلاً عن " خرطوم الفيل" حيث تعومُ دلافينٌ ضاحكةٌ ، وتَحومُ نساءٌ روسيّاتْ حيثُ سبيلُ " الجولْد مور" ، وحيثُ " البِيرةُ " كالماءِ تسيلْ حيثُ البحّارةُ غرقى بين الحوريّاتْ * قد كنتُ هناكَ ، أُراقِبُ في السِّرِّ ، فناراً أعمى وأُتابِعُ كيفَ تميلُ ، مع الموجةِ ، أعشابُ البحرْ كانت "عَدَنٌ " تحملُ ، في جبهتِها ، نجما وتجاهدُ ، كي ترفعَ عن صدْرِ العرَبِ المقهورينَ ، الصّخرْ * هل " شاطيءُ رامبو " ما زال هناك ، مديدا يتلألأُ في الشمسِ الغاربةِ الحمراءْ ؟ مثلَ فنارٍ يتباهى ، حُرّاً ، وفريدا ؟ هل تسبحُ في البحرِ الساجي ، بِضْعُ نساءْ ؟ * ذهبَتْ عدَنٌ ، وذهَبْنا ... فلْنتساءلَ : هل كُنّا ؟
21.03.2018 لندن
|
|||
اخر تحديث الأربعاء, 21 مارس/آذار 2018 18:02 |