ثلاث سونيتات إلى الحسن بن هانيء |
سعدي يوسف أبو نُواس 1
بضفيرتَينِ وراءَ ظَهرِكَ ، أو بأُغنيتي ، تنوسانِ بمَساحبٍ مِنْ جَرِّ عالَمِنا القميءِ ، على الثرى آلَيْتُ أنْ ألقاكَ ، حتى لو كرِهْتَ ، كما كرِهتُ ، أنا ، مكاني لم نأتِ ، عن خطإٍ ، زُرارةَ ، نحنُ أصْدَقُ مَن يرى. * أيكونُ في قُطْرُبُّلٍ ، أو " هِيْتَ " ، لو أسرَفْتَ ، مأوانا ؟ غدرتْ بنا الأيّامُ ، يا صِنْوِي ، فصِرْنا في المنافي ما عاد ، حتى اللهُ ، يذْكرُنا ، زماناً أو مكانا لكنّنا سنظلُّ نحْفِرُ ، مثل ضفدعةِ الضِّفافِ * بضفيرتَينِ ، وراءَ ظَهرِكَ ، يا فتى ، بالقِرْطِ في اليُسرى ، وبالأسمالِ ، أمضي سأظلُّ ، مثلكَ ، صائحاً أو صامتا سأظلُّ في الصّهَدِ الـمُـمـِضِّ ... * زَيْنُ الشبابِ أبو نُواسِ زَيْنُ العذابِ أبو نُواسِ ...
لندن 07.03.2018
أبو نُواس 2
" مَعْقِلي نهرُ مَعْقِلٍ " ... أنتَ أدرى يا رفيقي ، ابنَ هانيءٍ ، بالضواحـي أنتَ في البصرةِ التي نِلْتَ نَزْرا مِن عُذوقٍ بها ، ومَسْحَبِ راحِ * بينَ نُعْمى " أبي الخصيبِ " وبيني ألفُ بحرٍ ، ومُرْتبىً ، ومَفازةْ ... إنه البُعْدُ : أبْـعَدَ الشّرَّ عني مثلَ خُبْزٍ ضاقتْ به الخبّازةْ * " معقِلي نهرُ معْقِلٍ " ... جَفَّ ماءُ وارتمتْ نخلةٌ ، وهُدَّتْ جُسورُ يا نُواسِيُّ ، ضاقَ حتى الفضاءُ نحنُ خُذْروفُنا ... فكيفَ ندورُ ؟ * هطلَ الثلجُ ، في الضواحي ، رقيقا سوفَ أطوي ذاكَ الكتابَ العتيقا !
لندن 17.03.2018
أبو نُواس 3
بغدادُ ، لم يدخلْ بها ، المأمونُ ، والأجنادُ ، بَعْدُ قُتِلَ الأمينُ ، وأنتَ في دارِ ابنِ نوبختَ ، الأسيرُ أظننتَ أنّ الدارَ ، أعني دارَ إسماعيلَ ، مَنْجاةٌ ووعْدُ ؟ لم يَبْقَ للصعلوكِ مُلتجَأٌ ، وليس له مُجِيْرُ * لن تبلغَ الستِّينَ . هُمْ ختَموا حياتَكَ واستراحوا مثل امريءِ القيسِ القتيلِ بِحُلّةِ الديباجِ مسموما لن تبْلغَ السِتّينَ ! لن تُجْدِي صلاتُكَ والفَلاحُ هذا ابنُ نوبختَ : اصطفَيتَ السُّمَّ ، مختوما ! * لهَفي عليكَ ، على حريرِ ضفيرتَينِ ، وضِغْثِ رَيحانِ بغدادُ يدخلُها ، ليقْلِبَ وجهَها ، المأمونُ والفُرْسُ لهفي عليكَ ، أبا نُواسٍ ، أيُّها المتوحِّدُ العاني : أظننتَها كأساً ؟ أمِنْ نوبَخْتَ تؤخَذُ هذه الكأسُ ؟ * سأظلُّ ، يا ابنَ مدينتي ، في مأْمَنِ المنفى لأقولَ شيئاً لن يقالَ ، وأُلْغِزَ الحرفا ...
لندن 17.03.2018
|
|||
اخر تحديث السبت, 17 مارس/آذار 2018 21:46 |