ثلاث سونيتات |
سعدي يوسف (1) سُوْنَيْت على الطويل
أجيءُ إلى هذي البُحيرةِ كلّما فزِعْتُ من النفسِ العصيّةِ ، والجارِ كأني أُداري جِنّةً أو جهنّما. لأُلقي على ماءِ البُحيرةِ أطماري * لماذا أرى في الماءِ لونَ البنفسجِ وفي قمم البلّوطِ نوراً من الماءِ ؟ أهذا الذي قد كنتُ ، في الـحُـلْمِ أرتجي أم ارتفعتْ ، كالرايةِ الوردِ ، أسمائي؟ * أقولُ : لقد خَبَّتْ بيَ الخيلُ ، في المدى ولم تتَّرِكْ بحراً بعيداً ، و لا أرضا ... تباركتَ ، يا سعدي ، وبُورِكتَ مُهتَدىً لكَ الحقُّ ، كلُّ الحقِّ ، يا شَهْمُ ، أن ترضى * سلامٌ على الغصنِ الذي ليسَ يوصَفُ وألْفُ سلامٍ للندى ، وهو رفرَفُ ...
لندن 21.02.2018
(2) سونَيتْ على الخفيف
في الصباحِ الرّصاصِ ، فتّحْتُ بابي واسعاً ، ثمّ سرتُ نحوَ الحديقةْ كان في الدَّوْحِ ملْمَسٌ من ضَبابِ كيف لي أن أرى المرايا الصديقةْ ؟ * لم يكنْ في السماءِ غيمٌ ، ولكنْ كان في النفسِ غيهبٌ مُدْلَهِمُّ هل يعودُ الندى ؟ ألستُ أُراهِنْ أمْ تراني انكفأْتُ آنَ أهِمُّ ؟ * هل سيأتي خِشْفٌ وراءَ السياجِ أمْ ستأتي ثعالبُ الدّغْلِ فجرا ؟ كلّما كِدْتُ في صَلاتي أناجي طائرَ النارِ ، ألمَحُ الطيرَ فرّا ... * كيف لي أن ألُمَّ ما يتبدّدْ ؟ كيف لي أن أرى الصراطَ الممَهَّدْ ؟
لندن 24.02.2018
(3) سونَيتْ على المتقارَب
كأني أُرَفرِفُ ... تلك الطيورْ تجيءُ من الدّغْلِ ، آمنةً عند بابي أتسألُني الطيرُ ، في هدأتي ، أن أطيرْ فأحملَ زوّادتي ، قُصعةً ، للغيابِ ؟ * سماءٌ رصاصٌ ، ونورٌ شفيف يلوحُ من النهرِ ، آنَ الغروب أهذا هو النخلُ ؟ أهو الحفيف سيحملُني نحو يومٍ قريب ؟ * تقولين لي : هل تظلُّ الحكايةْ كما هيَ ؟ هل سبَتَ الناسُ دهرا ؟ هل الكونُ أظلَمَ ، حتى النهايةْ ؟ أليس به مَن يحاولُ أمرا ؟ * إلى النهرِ ، حيثُ المراكبُ تسري لففتُ العباءةَ ، قلتُ : أُدَبِّرُ أمري !
لندن 24.02.2018
|