مرْكبُ السكران ! طباعة

سعدي يوسف

هي خمسون ألفَ جُنَيهٍ

و إمضاءُ مستمسَكٍ ...

ثمّ يُصْبِحُ لي مرْكبٌ ، هوَ ، لي ، منزلٌ :

غرفتانِ

وسطْحٌ

ومَطْبَخُ أعزبَ ...

خمسون ألفَ جُنَيهٍ

لأُمسِيَ سكرانَ في مرْكبٍ بالقناةِ

يُهَدهِدُني الموجُ

والطيرُ يَتْبَعُني ..

الريحُ تهْدأُ ،

والسمكُ المتطامنُ في الماءِ يمْرَحُ

والغابُ يكشِفُ لي وجهَه في الصباحِ المبَكِّرِ ،

والغيمُ سقفٌ يُظلِّلُني كالنبيّ ، على ناقةٍ ، يقصدُ الشامَ !

*

خمسون ألفَ جُنَيهٍ فقطْ ؟

هي خمسون ألفاً فقطْ ...

ولكنني ( مثل شأنيَ ) بَدَّدْتُها :

في  سِفارٍ بلا مقْصَدٍ

ونساءٍ يجِئنَ إليَّ ،  ويمضِينَ عني ،  بلا موعدٍ ...

و أرائكَ  زرقاءَ حتى الصباح !

*

المراكبُ تَعْبرُ ...

تلك القناةُ  كما هيَ ،

لكنني أتطلَّعُ ، في المنزل الجهْمِ ، من غرفتي

فأرى مرْكبي طائراً في رياح الخريف !

 

لندن 02.12.2017