ســعدي يوســف أنا منتظِــرٌ ما يمحوه الليلُ ؛ اختفت الزّرقةُ منذ الآن ولستُ أرى إلاّ طيراً مَـسْــكنُــهُ ســقفي القرميــدُ ، سـتُمسي كلُ سقوفِ القرميدِ رماداً وستلبسُ حتى ساحةُ سياراتِ الحيِّ حِــداداً تلبسُ حتى الأشجارُ ســواداً مُـلْـتبساً … مَــنْ ستُـغَــنِّــي ؟ هل أُرهِفُ ســمعي للرعدِ بأرضٍ أخرى؟ هل ألجأُ للهاتفِ : غَــنِّــي لي يا ساقيةَ المقهى البحريّ !
وغَـنِّــي لي يا صاحبةَ المطعمِ … غَــنِّـي لي يا دُمْـيةَ محرابٍ زمنَ العبّـاسيينَ ؛ البصرةُ ما صلّتْ لأذانٍ يرفـعُـه بشّــار البصرةُ لم يُرعِــشْها مقتلُ بشّــار لكنَّ الأَمَـةَ السوداءَ – فريدةَ أُمَّـتِـها – سارت تبكي بشّــار … ………........ ……………. ……………. اختفت الزُّرقةُ ؛ ها هوذا الليلُ الـماحي كلَّ الأفوافِ الـمُـغْـلِـقُ كلَّ الأفواهِ الهابطُ ، كالرمل البركانيّ على الأمواهِ … الليلُ الـمُـعْـلَنُ ، هذا الليلُ المُـعلَـنُ ، والملعونُ القاتلُ والمجنونُ ؛ الليلُ الســيِّــدُ هذا الليل الليلُ الأبيضُ هذا الليل … الليلُ الـنّصلُ الصِّــلُّ الصافرُ … ليلُ قطاراتِ القتلى المشحونينَ إلى قـمـرِ الكثبانِ …………… …………… ……… ….. اختفت الزرقةُ ؛ والليلُ يغور أعمقَ حتى من تهجئة الدَّيجـــــور . لندن 6/7/2004
|