سعدي يوسف ليتَ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ ، عادتْ ، كما كانت : الماء َ. ماذا أقولُ لنفسي ، وقد بَعُدَ العهدُ بي ، وانتهى الوعدُ ؟ بغدادُ سجنٌ وفي البصرةِ السرَطانُ وفي الموصلِ القاعدةْ ؟
ثَـمَّ ما يجْمعُ الماءَ والنارَ ما يجمعُ الطينَ والنارَ ما يجمعُ الطيرَ والنارَ لكنّ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ ، لم تَعُدِ الآنَ حتى بلاداً لتجمعَها لغةٌ أو أغانٍ ... وحوشُ العصورِ الخوالي تجوبُ مفازاتِها وتُهَيُّ ، من لحمِ أطفالها ، المائدةْ . رُبّـما قرأَ السعداءُ بأغلالهم ، كُتُبَ الطينِ من بابلٍ أو تماثيلَ آشورَ بُـرْدِيَّ ســومرَ أو نصفَ سطْرٍ يُحَدِّثُ عن بلدٍ كان يُسْمى العراق . رُبّما ... غيرَ أنّ الجواميسَ تَمْضَغُ تَمْضَغُ تَمْضَغُ ؛ ما الفائدةْ ؟ لندن 15.09.2013
|