جـنّــةُ الجواميس الأولى طباعة

Image

سعدي يوسف
ليتَ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ ، عادتْ ، كما كانت : الماء َ.
ماذا أقولُ لنفسي ، وقد بَعُدَ العهدُ بي ، وانتهى الوعدُ ؟
بغدادُ سجنٌ
وفي البصرةِ السرَطانُ
وفي الموصلِ القاعدةْ ؟

ثَـمَّ  ما يجْمعُ الماءَ والنارَ
ما يجمعُ الطينَ والنارَ
ما يجمعُ الطيرَ والنارَ
لكنّ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ ، لم تَعُدِ الآنَ حتى بلاداً
لتجمعَها لغةٌ أو أغانٍ ...
وحوشُ العصورِ الخوالي تجوبُ مفازاتِها
وتُهَيُّ ، من لحمِ أطفالها ، المائدةْ .

رُبّـما قرأَ  السعداءُ بأغلالهم ، كُتُبَ الطينِ من بابلٍ
أو تماثيلَ آشورَ
بُـرْدِيَّ ســومرَ
أو نصفَ سطْرٍ يُحَدِّثُ عن بلدٍ كان يُسْمى العراق .
رُبّما  ...
غيرَ أنّ الجواميسَ تَمْضَغُ
تَمْضَغُ
تَمْضَغُ ؛
ما الفائدةْ ؟

لندن     15.09.2013