Saadi Yousef (1) 2013 المتروبول ، ظننتَها وحشاً . وكم فكّرتَ أنك لن تراها ، ولأقُلْ حتى ولو في الحـُلم ! كنتَ ترى المدينةَ مثلَ ما هيَ : ثُكْنةَ المستعمِرِ الأولى ، مطاراً حيثُ ينطلقُ الغُزاةُ إلى نخيلِ أبي الخصيبِ ، ونبتةِ الحنّاءِ في الفاوِ .انتظرتَ إلى المشِيبِ لكي ترى في المتروبولِ البيتَ والمأوى ! فهل هانتْ حياتُكَ ، أم تُرى مَن هانَ ليس سواكَ ؟ ما أقسى المعادلَةَ ! الحياةُ كريمةٌ في المتروبولِ ، خسيسةٌ أنّى وُلِدْتَ ... أأنتَ تهذي ؟
(2) 1964 قد كنتَ أتممتَ الطقوسَ بـ " نُقْرةِ السلمانِ " ، أو بعقوبةَ . الكابوسُ مفتوحٌ ، وفي يدِكَ الجوازُ مُزَوّراً .في سِيْدِي بِلْعبّاس ، غربيّ الجزائرِ ، سوف تهبطُ من قطار الليلِ ، سوف تكونُ عند المتروبولِ .يقولُ قاسمُ : مرحباً ! في النُّزْلِ كان الضوء يشحبُ قالَ قاسمُ : أنتَ شيخٌ ! غرفتي في " المتروبول " صغيرةٌ ، لكنها أزهى من الوطنِ الـمُضاع . (3) 2013 الليلُ في " كازا " يكادُ يَشِعُّ عند البحرِ . تنطفيءُ المقاهي ، كي تضيءَ موائدُ الحاناتِ . سوف نسهرُ ليلةً في " المتروبول" : الفندقِ/ الملهى . الـمُغَنِّي سوف يأتي عندنا ... لكنّ " حسناءَ " الكريمةَ سوفَ ترتجلُ الأغاني . نحن مرتحلونَ في الليل البهيم . نعودُ من " كازا " إلى أفياءِ " طنجةَ " في ابترادِ الفجرِ . كلَّ الليلِ كانَ النوءُ . أحياناً يغيمُ طريقُنا. فكأننا ماضونَ في دربِ السماءِ. لندن 14.06.2013
|