سـعدي يوسـف في شارعِ موسى بنِ نُصَيرٍ في آخرِهِ إذ ينعطفُ الناسُ إلى السوقِ ، هناك المقهى . سأقولُ : زبائنُ هذا المقهى هنَّ قحابٌ غابتْ نُضْرَتُهُنَّ مع الزمن القاسي
والليلِ المثقَلِ والمهمَلِ ... هنَّ يجئنَ صباحاً ، كلَّ صباحٍ ، يُفْطِرْنَ هنا شاياً وشطيرةَ جُبْنٍ بلديٍّ ، ثم يَطِرْنَ إلى ركْنٍ في الشارعِ ، غيرِ بعيدٍ ويقِفْنَ هناكَ ، الساعاتِ ... الساعاتِ ؛ يثرثرْنَ وينظُرْنَ أيأتي شيخٌ ريفيٌّ سائقُ شاحنةٍ بائعُ أسماكٍ جوّالٌ ... يأخذُ واحدةً منهنَّ؟ ......................... ......................... ......................... ما عُدْنَ كما كُنَّ : الزمنُ القاسي غيّبَ نُضْرَتَهُنَّ . وهذا الشارعُ لا يرحمُهنّ ... * أنا أجلسُ كلَّ صباحٍ في هذا المقهى فنجاني يبرَدُ ، والشارعُ يخمدُ ، لكني أحكي، في صمتي ، معهُنّ ... طنجة 21.02.2013
|
اخر تحديث الخميس, 21 فبراير/شباط 2013 21:21 |