ثلاثة نصوص عن الطبيعة طباعة

Image

سـعدي يوسـف

نفسٌ مُطْـمَـئِـنّــةٌ

تسمعُ الريحَ؟
هل تسمعُ الريحَ ؟
هل تسمعُ الريحَ تَجْأرُ ؟
هل تسمعُ الريحَ تجأرُ بين الصنوبرِ والسنديانِ ؟
لقد بدأ التلُّ يبدو لعينيكَ أبعدَ
أجردَ ،
ما عدتَ من مطرٍ صائتٍ تَـتَـبَـيّـنُـهُ

أنتَ تبحثُ عن ذلكَ التلِّ
والتلُّ ذكرى من الصيفِ ،
ذكرى تسَـلُّـقِـهِ مع مَن كنتَ تهوى
( أكانت تُـغَـنّي ؟ )
الكنيسةُ في القاعِ
والعوسجُ المتناثرُ في القمّـةِ ...
القلبُ ينبضُ ،
تسمعُ ناقوسَ تلكَ الكنيسةِ كالصنجِ
قلبُكَ ينبضُ كالصنجِ .

أنتَ وراء الزجاجِ
فهل تسمعُ الريحَ ؟
................
................
................
نبْضُكَ يخفتُ حتى كأنك أغمضتَ عينيكَ
مستسلماً للطبيعةِ ،
منتظِراً أن تموت ...

لندن   14.12.2012

محاولةُ تثبيتٍ

أوراقٌ باقيةٌ في الغصنِ العاري
تخفقُ مثل عصافيرَ من المعْدِنِ ،
حولي :
زمنٌ رطْبٌ
وضُحىً أبيضُ
عشبٌ أبيضُ
حتى لكأنّ مياهاً ثابتةً تكســو الغابةَ والأفقَ الأبعدَ.
لا ريحَ
ولا نسمةَ
لا نأمةَ ...
هل ينفجرُ الكونُ إذا انطلقتْ صيحةُ طيرٍ ؟
هل أتحسّسُ صُدغي  ...

لندن 19.12.2012

المرفأ

غسَقٌ ،
ساحةُ الحيّ مقفرةٌ
غير أنّ المطرْ
والمصابيحَ
مدّتْ شــآبيبَ ، ساطعةً ، تتوازى
على الساحةِ المقفرةْ .
مرفأٌ يولَدُ الآنَ ...
...............
...............
...............
هل حانَ وقتُ السفرْ ؟

لندن 19.12.2012