سعدي يوسف المدينة المـُحرّمة مُتمتِمةً عبرَ العناكبِ ، حُرّةً ، وخجلى ، تناديني : أكونُ عشيّةً هناكَ فلا تهتِفْ ! مدينةُ أولادي هناكَ فلا تجيءْ إليّ ... ولا تهتِفْ ! ألا لا ، ألا إلاّ ، ألا لا ، ألا ألا ... ألا إن مَن أهوى هناكَ ... تقولُ لي :
مدينةُ أولادي ! ومَنْ قالَ إنها مُحرَّمةٌ تلك المدينةُ ؟ سوف آخذُ القطارَ إليها ... لا تخافي ! سأكتفي بكأسِ نبيذٍ في المحطّةِ . إنني أُحبُّكِ ... لندن 23.11.2012 تمـتـمـةُ الشتـاء هل يهبطُ الليلُ الطويلُ ، عليَّ ، أطولَ بعدَ أن رحلتْ ؟ لقد طارت إلى أقصى الشمالِ هنالكَ حيثُ قريتُها ، وحيثُ يئنُّ صيّادون قد هبطوا مع الأسماكِ حتى القاعِ وانتظروا القيامةَ ... ربّما قالتْ : سيذكرُني ! ورُبّـتَما انتهتْ من وحشةِ الممشى على القنَواتِ أو في غابةِ الكافورِ ... لم تأتِ الغزالةُ ، بَعْدُ ، خلفَ الحاجزِ الخشبِ السناجبُ تختفي والخضرةُ الـمُثلى ويهجرُني حَمامُ الدّغْلِ . ................... ................... ................... لن أمضي إلى أقصى الشمالِ ولن ولن فلْيهبطِ الليلُ الطويل ! لندن 09.12.2012 ليس على العاشقة حرَجٌ قالت ( وكان الصوتُ عبرَ الهاتفِ المحمولِ مرتجفاً ) : أريدُكَ أن تجيبَ صراحةً ! ما الأمرُ ؟ قالتْ : إن أتيتُ إليكَ ... إنْ يـمّـمْتُ بيتَكَ في الضواحي ذاتَ يومٍ أو مساءٍ غامضِ الأغصانِ مثلكَ ، هل تنامُ معي؟ أقولُ : سيّدتي الجميلةَ لن أكونَ مؤدَّباً إن قلتُ : لا ! مَن يرفضُ الوردَ الـمُـفَـتّـحَ ؟ مَن يقولُ لِـمُزْنةٍ هطلتْ : كفى ! مَنْ يمنعُ الغِزلانَ ؟ والماعونَ ... مَن لا يفرشُ الريحانَ تحتَ المرمرِ العاري؟ أريدُكِ هكذا ... لا تسألي ، أرجوكِ ، ثانيةً ؛ تعالي! لندن 09.12.2012
|