ثلاثة نصوصٍ عمّا جرى ويجري طباعة

سعدي يوسف

الآتــون

أنت لن تبصرَنا في الـمَنْزَهِ السادسِ
لن تسمعَ في " شارع باريسَ " أغانينا التي تبكي
ولن تلمُسَ في قِرطاجَ جمرَ الجوعِ والـحُـمّى ...
لقد ضاقتْ بنا الدنيا إلى أن عَذُبَ الموتُ
إلى أن أصبحَ الـمَقْتُ هواءً
أيّ ورْدٍ سنرى في وجنةِ الطفلِ الإلهيّ ؟
فهل نستمطِرُ الصخرَ ؟

وهل نعصِرُ ممّا جَفَّ من أعراقِنا كوبَ حليبٍ ؟
غيضةُ الزيتونِ باعوها  فأمستْ حطباً للموقدِ ...
البحرُ لقُرصانٍ
وأعنابُ البلادِ اعتُصِرَتْ خمراً لسوّاحٍ صليبيّينَ أوباشٍ
وها نحنُ أولاءِ
الناس
منسيّينَ
منفيّينَ في أحوازِنا ،
لكننا آتونَ ...

لندن 12.01.2011

نشيدُ ساحة التحرير

في " ساحة تحرير" الله نقيمُ
نُقيمُ مساءَ صباحَ
نقيمُ صباحَ مساءَ
نقيمُ إلى أن نجعلَ من إسمِ عراقٍ وطناً .. .
بغدادُ المحروسةُ بالإسمِ الأعظمِ
بغدادُ المحروسةُ بالشعبِ
المحروسـةُ بالعمّالِ
المحروسـةُ بالطلاّبِ
المحروسـةُ بالجنديّ ( وإنْ دَرَّبَهُ الأميريكيّون ) ...
بغدادُ المحروسةُ بالإسمِ الأعظمِ : بغداد
ستجعلُ من إسمِ عراقٍ وطناً
وطناً حُرّاً
وسعيداً ...
لندن  13.03.2011

مصرُ البهيّةُ أمُّنا جاءت إلى الساحة

إلى أحمد فؤاد نجم

مصرُ البهيّةُ ، أمّـنا ، جاءت إلى الساحةْ
مصرُ البهيّةُ ، أشرعتْ للريحِ ، طَرْحتَها
ودارتْ رايةً ، بالفُلّ والبارودِ ، فوّاحةْ
مصرُ البهيّةُ ، أُمُّـنا ، جاءتْ إلى الساحةْ
*
وتكونُ أنتَ
كما عهدتُكَ ، يا رفيقَ العُمرِ
محترقَ الـخُطى ، في ساحة التحريرِ
ما أبهى النضالَ
وأقبحَ الراحةْْ!
مصرُ البهيّةُ ، أمُّـنا ، جاءتْ إلى الساحةْ .
*
إني أراكَ هناكَ
بالكوفيّةِ الرقطاءِ
والعَـلَـمِ الفلسطينيّ ...
بالـحُلْمِ الذي غلغلتَهُ ، جيلاً فجيلاً ، في منابتِ مصرَ
يا أحمد فؤاد النجم ...
هاهي ذي القيامةُ آذَنَتْ :
مصرُ البهيّةُ ، أُمُّـنـا ، جاءتْ إلى الساحةْ !

لندن 30.01.2011