قد تعني الأرضُ ، لمن يُنْـبتُـها البقلَ ، كثيـراً أمّـا نحنُ فإنّ الأرضَ لدينا متطايرةٌ وهشــيمٌ أخضرُ حيناً ، أصفرُ حيناً ورمادٌ في الريحِ… صحيحٌ ، نحن وُلِـدنا في مُـرْتـبَـعٍ ما في يومٍ ما، لكنا ســربُ جرادٍ والأرضُ كذلك ســربُ جرادٍ ؛ نبلغُـها فتطير …
لكنّا أبصرْنا ، اليومَ ، قوافلَ فولاذٍ تبحرُ في الرملِ فلا تغرقُ أبصرْنا في الجوِّ نسورَ حديدٍ وصواعقَ ، قيلَ لنا : الأرضُ لمن يفتحُـها … عجباً ! نحن هنا منذ قرونٍ : لم نملِكْ لم نُـمْـلَـكْ . أحسسنا ، اليومَ ، بأنّ الأرضَ لها معنى … لا يملكُ واحدُنا غيرَ عباءتهِ الصوفِ يُـفضـفضُـها صيفاً كي يلتفَّ بها ، مثلَ الكبشِ ، شــتاءً ؛ ومع السنواتِ مع الريحِ مع المطرِ المتبدلِ والمرعى سوف يكون اللونُ أخفَّ يكون الصوف أخفَّ تكون خيوطُ الصوفِ ملائكةً … إذّاكَ يفارقُ واحدُنا عُـمْـرَ عباءتهِ ، ليموت… لندن 13/12/2003
|