درويشٌ بالباب |
شِعر : جلال الدين الرومي دقَّ درويشٌ على باب منزلٍ طالباً كِسْرةَ خبزٍ يابسٍ أو طريّ . قال رَبُّ المنزل : " المنزلُ ليس مخبزاً ". "إذاً ، هل لي بغُضروفةٍ ؟ " " هل يبدو المنزلُ مَقْصبةً ؟ " " حفنة طحين ؟ " " هل سمعتَ رحىً تدور ؟ " " شربة ماء ؟ " " هذا ليس بئراً " . * كلّما طلبَ الدرويشُ شيئاً أجابه الرجل بمزحةٍ سمِجةٍ ورفضَ أن يعطيه شيئاً . * أخيراً ، اندفعَ الدرويش ودخلَ المنزلَ رفعَ ثوبَه ، وأقعى شأنَ مَن يخْرأُ ... * ما هذا ؟ ما هذا ؟ " اهدأْ ، أيها البائسُ . الخلاءُ خيرُ مكانٍ يقضي فيه المرءُ حاجتَه . ليس في المكان شيءٌ حَيٌّ ، أو شيءٌ يحْيا به الإنسانُ ولهذا فهو بحاجةٍ إلى سماد " . ثم بدأَ الدرويشُ لائحةَ أسئلتِه وأجوبتِه : أيُّ طيرٍ أنتَ ؟ لستَ صقراً مدرَّباً ليدٍ مَلَكيّةٍ . لستَ طاووساً مُــفَوَّفَ الألوان . لستَ ببغاء ناطقةً لمكعّبِ سُكَّرٍ . لستَ بلبلاً يغَنِّي مثلَ عاشقٍ . لستَ هُدهداً يأتي من سُلَيمان بنبأٍ . لستَ اللقلقَ الذي يتخذُ عُشّه على السفح. ما الذي تفعلُهُ ، بالضبْط ؟ أنت من خِلْقةٍ مجهولةٍ . أنت تُـطْلِقُ عباراتٍ سمجةً كي تحتفظَ بما تملكُ ، لنفسِكَ . * لقد نسِيتَ الواحدَ الأحدَ الذي لا يكترثُ بما يُـمْــــــلَكُ ، الذي لا يريدُ رِبْحاً من التعاطي مع البشَر .
تمّت الترجمة في لندن بتاريخ 26.03.2019
|