حنين ! |
وتدخلُ أنتَ بُوليفارَ هِنْري الرابعِ المكتظَّ بالعرباتِ تقطعُهُ وتعّبُرُ جسرَ مِيرابو لتدخلَ معهداً للعالَمِ العربيّ يسْكنُ ، بَعْدُ ، في غرُفاتِهِ الألفَينِ سوريّونَ منذُ سنينَ غابرةٍ … ويسكنهُ فرنسيّونَ لم يتعلّموا إلا رطانةَ أهلِ باريسَ ؛ الصباحُ ، كعهدِهِ ، نضِرٌ وأنتَ هبطتَ من عِلِّيّةٍ مهجورةٍ ، لتكونَ بين الناسِ في هذا الصباحِ … ظننتَ أنَّ الأمرَ أيسرُ من تنَفُّسِكَ ! انتبِهْ … إنّ الصباحَ هنا بعيدٌ ، كيف تَبْلُغُهُ ، وليس لديكَ ما يكفي لقهوتِهِ ؟ وليس لديكَ ما يكفي لتدفعَ أُجرةَ المترو ؟ لقد كانت فتاتُكَ ترتدي سروالَها الجِينْزَ العجيبَ … وأنتَ ماذا ترتدي ؟ أسمالُكَ اللائي دخلتَ بها إلى باريسَ ما زالتْ كما كانت مهلهَلةً ، وأكثرَ … دَعْ فتاتَكَ سيِّدي… وتَعَجّل الـمَـسْعى : مُعامَلةَ الإقامةِ ، فاللجوء !
لندن 22.11.2018
|
|||
اخر تحديث الجمعة, 23 نونبر/تشرين ثان 2018 06:51 |