لُجوء طباعة

عبد الكريم بدرخان

- ما اسمُكَ ؟

ليسَ لنا أسماء، أرقامٌ نحنُ و حسب .

- من أيّ بلادٍ أنت ؟

ليستْ بلدًا، هي مسلخٌ بشريٌّ، ولدتُ فيه مصادفةً،

وورثتُ عاداتِ بنيهِ و طعناتهم .

- و لماذا جئتَ إلينا؟

أحلمُ بأرضٍ تتّسعُ خُطاي، و طعامٍ لا يغصُّ

في الحَلْق، و أقلامٍ بلا مقصّات، وليلٍ دون

كوابيس .

- و ماذا ستفعل هنا؟

سوف أُعطي لكلّ فتاةٍ وردةً حمراء، ولنْ أحزن

حين تُهديها لحبيبها الرجُل. سوف أحضنُ

النساء الوحيداتِ بشوقي لأمي البعيدة،

و أستمعُ إلى حكايا العجائز دونما سأمٍ. أكنسُ

الأوراقَ عن ممشى الحديقة، و ألعبُ مع

الكلابِ المدلّلة.

- و ماذا ستعمل؟

أزرعُ، أطبخُ، أغسلُ، أكوي، أخيطُ،

أنظّفُ، أبني، أهدّمُ.. أقتلُ إن شئتُم..

- كيف وصلتَ إلى هنا؟

عملتُ بصبْرِ الحمار الوديع، و جمعتُ الدموعَ

في قُربةِ ماء. حملتُ جراحي على ظهري

الغضِّ كي لا تراها عيوني. ركبتُ البحر،

غرقتُ، سُجِنتُ، وعدتُ إلى أوّل الدرب

منكسرًا. أحفرُ في الصخر حتى يسيلِ الدمُ

من تحت أظافري، أعضُّ على الأظافر،

و أتابعُ الحفرَ في الصخر ... حتى وصلت...

- ما لغتُك؟

لغتي بيتي، إن شئتَ أُهدّمهُ، كي أبنيْ آخرَ

من خشبِ الريحْ

وأُطلَّ على أمسِي من أعلى...، مصلوبًا كمسيحْ

- ما دينُك؟

أهربُ من هذي الأديانْ

و ألوذُ بما بقيَ من الإنسانْ

- ما لونُكَ؟

لونُ الماءْ

أتلوَّن حسبَ مشيئتكُمْ، ضَعنيْ في أيّ إناءْ .

اخر تحديث الثلاثاء, 30 يناير/كانون ثان 2018 09:01