عند قلعة الكرك طباعة

سعدي يوسف

دائماً ، في الغروبِ ، تبدأُ أسوارُ القِلاعِ التنفُّسَ .

انتهتِ الحربُ ، منذُ قرنَينِ أو عشرينَ قرناً ،

لكنها فَجأةً تعودُ إذا ما هبطَ الليلُ ، يُوقِدُ

الـجُنْدُ في الأبراجِ قنديلَهم ، بعيداً عن الريحِ ،

ويبكون وحدَهم .

سوف يأتي الرسولُ ،

حتماً سيأتي ، حاملاً رأسه على رأسِ رُمْحٍ .

ربما كان متعَباً ، فغَفا  بانتظارِ أن  يورِقَ الرمحُ

مع الصبحِ .

هل تُراهُ سيستيقظُ ؟

والـجُنْدُ في البُرْجِ ،

وقنديلُهُم تخافَتَ ، والصبحُ لم يجيءْ ،

والرسولُ الذي سيأتي وقد ثبّتَ بالرمحِ رأسَه ،

بَعْدُ لم يأتِ .

إذاً  ، ما الذي سيفعلُهُ الجندُ في الصباحِ الـمُنَدّى ؟

ما الذي يفعلون ؟

 

توْقِفُ أسوارُ القلاعِ  التنفُّسَ

والقنديلُ فحمٌ في الماءِ والريحِ .

الحروبُ انتهتْ

ولكنها سوف تنادي جنودَها دائماً

كلَّ مساءٍ

وسوف يأتي الجنودُ .

..................

..................

..................

دائماً

دائماً

سيبكي الجنودُ .

اخر تحديث الإثنين, 08 يناير/كانون ثان 2018 21:01