بانتظار البرابرة طباعة

قسطنطين كافافي

ترجمة : سعدي يوسف

ما الذي ننتظرُ في الساحةِ ، مزدحمينَ ؟

البرابرة سيصِلون اليوم.

ولِمَ مجلسُ الشيوخِ معطَّلٌ ؟

الشيوخُ لا يشترعون القوانين

فلِمَ هم جالسون هناك ، إذاً ؟

لأن البرابرة يصِلونَ اليومَ .

أيَّ قوانينَ سيشترِعُها الشيوخُ الآنَ ؟

عندما يأتي البرابرةُ، سيسنّونَ ، هم ، القوانين .

لِمَ يستيقظُ امبراطورُنا ، مبكراً ، هكذا ؟

ولِمَ يجلس الآنَ ، معتلياً عرشَه ، معتمراً تاجَه

عند البوّابة الكبرى للمدينةِ ؟

لأن البرابرةَ يصِلون اليوم .

الإمبراطورُ ينتظرُ استقبالَ قائدِهم .

والحقُّ أنه تهيّأَ ليوجِّهَ إليه خطبةً

خلَعَ عليه فيها كلَّ الأسماءِ والألقابِ .

لِمَ خرجَ قنصلانا معاً ، والقضاةُ

بأقبائهم الحُمرِ ، وأقبائهم المزركَشة ؟

لِمَ هذه الأساورُ، وكلُّ هذا الحجرِ الكريمِ ؟

كلُّ الخواتمِ ذات الزمرّد المتألق ؟

لِمَ يحملون اليومَ ،صولجاناتِهم الثمينة

ذات الـمَقابضِ الفضّةِ ، والنهاياتِ الذهبِ ؟

لأن البرابرةَ سيَصِلونَ اليومَ

وأشياءُ كهذه تُدهشُ البرابرةَ .

لِمَ لمْ يأتِ الخطباءُ ، المفَوَّهون ، هنا ، كالعادةِ

مُلْقِينَ خُطَبَهم ، قائلينَ ما ينبغي أن يقولوا ؟

لأن البرابرةَ سيكونون ، هنا ، اليومَ

وهم يسأمونَ البلاغةَ والفصاحةَ .

لِمَ هذا التضَيُّقُ المفاجيءُ والإضطرابُ ؟

لمَ غدتْ عابسةً وجوهُ القومِ ؟

لِمَ تخلو الشوارعُ والساحاتُ سريعاً ؟

والكلُّ يعودُ إلى دارهِ ، غارقاً في الفكرِ ؟

لأن الليلَ قد هبطَ ، ولم يأتِ البرابرةُ .

ولأنّ أُناساً قدِموا من الحدودِ

وقالوا ليس ثمَتَ برابرةٌ .

والآنَ ... ماذا نفعلُ ، بدونِ برابرةٍ ؟

لقد كان هؤلاء نوعاً من حَلٍّ .

اخر تحديث الثلاثاء, 18 أبريل/نيسان 2017 07:17