الـثّـالث من آب 2002 طباعة

… والآنْ
تبدأُ أيّـامُ الآحادِ تطولُ
كأيامِ الأعيادِ وراءَ القضبــان؛
الأشجارُ مُثَـبّـتةٌ بمساميرَ إلىالأفقِ الرّطْبِ
وأبوابُ الشارعِ مُـؤْصَـدةٌ

حتى الحانةُ في المنعطفِ انكفأتْ تحتَ رذاذٍ من مطرٍ في ذاكرةِ القطِّ .
الدكّــانُ الهنديّ هو الباقي .لن أُوقِــدَ مِـجْـمرةً . سـأعودُ
إلى الأوراقِ الأولى.سـأقَـلِّـبُ ما اكتنـزَتْـه العينانِ. غريبٌ أن
أشعرَ بالرجفةِ تحتَ عظامِ ذراعَـيَّ .عشــاءُ الناسِ أُعِـدَّ ، موائدهُ
صُـحفُ الصبحِ الكبرى: سَـمَكٌ وبطاطا. سَـمَكٌ وبطاطا .أحياناً
أسـمعُ بوقاً . هل أزِفَـتْ سـاعـتُـنا ؟ هل نرجعُ في منتصفِ
الليـلِ ؟ أنا لا أحملُ ( لا أملكُ ) إلاّ الأوراقَ الأولى ، وخفـيفاً
سـأكونُ ، خفيفاً ونظيفاً …

أنا أنسى أحياناً
أنسى ، مثلاً ، أنّ اليوم هو السبت ، وليس الأحدَ…
 
-    الأمرُ بســيطٌ –
فالأيـامُ تطولُ
الأيامُ ، جميعاً ، كالآحادِ ، تطولُ
ولكنّ الشُّــرفـةَ
حتى في المطرِ الصامتِ ،
ظلّـتْ مفتوحةْ …

                                               لندن 3 / 8 / 2002